رفيقي بِبداية الأمر أُعيدُ لك كلامي إهداءًا وربما رجاءًا جميلًا ...
أرجو ألا يُصيبُك الملل منّي، أرجو ألا تعتادُني وكأنني هاتفك تتفقده كل يوم بلا أدني فائدة...
أرجو ألا يبرُد شغفُك تجاهي.. وتملُ من قرائتي ، أرجو حقاً ألا تتجاهل قلبي وتنساه.. لأنه يكِنُ لك الكثير والكثير ، وكلما غُصت أعمق.. ستجد زهور حُبِك تنمو وتفيضُ قلبي جمالاً.. تفيضُه بجمالِكَ ..🤷🏻♀🤷🏻♀🌷
أما بعدُ،
أعلمُ جيدًا ما يدورُ حولي، أكاد أعلمُ جيدًا كيف تراني من وراء سِتار كلماتي.. أعلمُ أنك تراني الكاتبَ المنمق الحالِم.. الذي يصحو بإشراقٍ وتفاؤل.. ولا يُعكر صفوه شيء.. تظنُني أذهب لأحتسي القهوة في مكانٍ شهيرٍ علي أنغام فيروز وهي تُصيح "سألوني الناس عنك يا حبيبي! " وأنا أُتابِع الكتابة وتحضير كل ما هو جديد، وبعدها أذهب لأجري في مسار الجري وأتابع فعل ذلك كل يومٍ وبعدها أذهب لدراستي .. ولا أستبعِدُ فكرةَ أنك تراني حبيبًا رائعاً، قد أمتلِكُ شخصاً أُحبه ويُحبُني.. أهتمُ لأمرِه ويتفقدُني.. وحبه يجعلُني أُسطِرُ حروف الحُب وكلماته وأُطلق عليه كلماتي الشهيرة "رفيقي" ك نوعٍ من أنواع التورية المُظلِمة الظالمة !
أُقِرُ أن القادم أسوأ ، فلا أنا هذا المنمق ولا ذاك الحبيبُ .. نعم أنا صاحِبُ كل تلك الكلمات السابقة واللاحقة، أنا من أوهمتُك أنني حالِمُ ومنمقُ جداً في أفكاري وأنا أكادُ من فرطِ التشتُت أغرق في ذاتي ولا أجِدُ من ينتشِلُني! أنا من يفكِرُ بعُمقِ غائل ليس له أدني أهمية.. وبدأتُ أخشي أن أذهب سريعًا إلي خالقي وأكون قد أضعتُ عمري مُفكِرًا في اللا شيء.. أنا من يصحو كل صباحٍ متأخرًا لأنني في ليلة أمس قد سَهِرتُ لأُتمِم بعض أبحاثي ودراساتي المطلوبة..
فهل تظُنُني أصحو بإشراق؟ أم أنني أتفقد كم ساعة نمتُ متحسرًا؟ لا أجِدُ وقتاً لاحتساء قهوتي بإتقانٍ مثلكم ، والأرجح أنها لن تجدي نفعاً.. وليس لدي وقتُ للرياضة مطلقًا، ف يومي ملئ بالأشياء المزدحمة فوق بعضها البعض.. مستثنيًا الجري فأنا أُمارسه.. فأنا أجري كل يوم في طريقي لأحلامي.. أركضُ للوصول لما تمنيته، ل ذاتي، ل نفسي! أخشي أن أذهب سريعًا إلي خالقي وأكون قد أضعتُ عمري في الركضِ دون الفائدة، دون الوصول! كم تتوغل في داخلي فكرةُ : هل هذة الأحلام تستحق التطلُع إليها؟ هل هذة الأحلام تستحق ما خصصته من وقتٍ للدعاء إلي الله بها؟ ..
أما فيروز، فصوتها يُخالِط يومي بلا أدني شك .. ربما أكون سمعتُها صدفة وأنا راكضة صباحًا وهي تقول " بيعز علّي غني يا حبيبي.. لأول مرة ما بنكون سوا" تري؟ لماذا؟ لماذا عندما أُتيحت ليا الفرصة لأسمعُها كانت تقول هذا؟ لماذا كانت تُصّرِح بالفِراق؟ لماذا أنا وفِراقُ أحبتي مقترنان؟ هل كُتِبَ علي جبهتي الفِراقُ؟ أم أنا غير مؤهل للتمسك بأحبتي.. وربما، أحلامي أيضًا؟
أما الحبيبُ الرائِعُ .. فلا حبيبًا من الأساس حتي ولو لم يكن رائعًا! فقد فشلتُ في امتلاكِ شخصاً أُحبه ويحبُني - حتي الآن - أو ربما إحقاقا للحقِ لقد فشلنا سوياً يا رفيقي المُتوارَي في ظن الناس!
أنا الذي يخطفُ قلبي مشهد احتضان الأيدي بين الحبيبين في الطريق و تخطفُني الإبتسامة التابعة من القلب ببلاهة لهما سوياً ،فأبتسم وأدعو سراً أن تُصيبني تلك البلاهة يوماً فأضحك علي إثر كلماتِ حبيبي .. فهل تري لدّي رفيق إذًا؟
أنا شخصُ صريح.. رغم أنني دائماً غريقُ في منتصف النهر.. ولكنني لا أميلُ إلي منتصف الطرق وأنا بإمكاني الوصول النهاية.. لا أُفضِلُ المناطق الرَمادية أبدًا.. ولا أُرشِحُ أنصاف الحلولِ وأنت في يدي الحلول الكاملة ،أتراني أُسْمِي شخصاً أعرِفه وأتيقن منه كُل اليَقين ب كناية؟ تظنُني سأكونُ سعيدة بهذا؟ أراه ظلماً كبيرًا لذاتي وذاتُه ..
فوالله لو عَلِمتَه لذكرته ولحدثتُ كل الناس عنه وعن جمالِه وجمال طِباعه.. وعن أنه كيف يُحبني بعدما فشلت أنا في حب نفسي.. وعن أنه كيف يتفقدني.. وكيف يجزَعُ لحُزني وآلمي.. وكيف يشعر بيّ ونحن تفصِلُنا بلاد وبلاد..
لا أعلم عنه غير أنه رفيقي.. سيكونُ رفيقي في السراء والضراء علي مدارِ حياتي بإكملِها.. فلن أسمح له بالفِراق.. سيكونُ ميثاقُ حُبِنا ليس له طريق رجوعٍ.. ولا به مفر للهروب! لا أعلم عنه شيئاً واضحاً ولكن قلبي به أعلمُ .. فهو الذي اصطفاه من بين سائر الفِتية حتي وإن كان غيرُ مُميزاً وهو الذي حملَه بداخِله ومستعداً لحملِه مدي الحياة الآتية ..
فسأقولُها للمرة الواحدة بعد المائة : فكل الخسائر أمام الاحتفاظ بِكَ لا تُذكَر يا رَفيق❤😙 - حتي وإن كنت لا تستحقُ هذا الحب كله - فأنا أكرَمُ منكَ دائمًا!
غَلب علّي التذكيرُ ولكنني مؤنَثُ في ذاتي وفي صِفاتي.. حتي ولو لم تطِبُ الحياة لكي أشعُرُ بذلك..
ليس كُل ما يلمَعُ ذهبًا و ليست الأشياء جميعها كما كنت تري من قبل ،فهل اتضحت الرؤية إذاً؟ 🤔