كثيرا ما كنت أظن أن التعبير عما بداخلك سهلا..
ولكن نسيت إن بعض الظن إثم !!
إهداء للهائمين في الحياة الذين لا يعرفون كيف يعبرون عما بداخلهم ، لستم وحدكم بل أنتم أصدقائي 💙
#البداية :
كانت صديقتنا قوية كالحرب ناعمة كالسلام .. تمتلك وجها ساحرا، تعمل كمعيدة بكلية العلوم بجامعة القاهرة .. تجيد الكثير من الهوايات أهمهم اقتناء الطيور! رغم اقتناعها بأنها هكذا تقيد حريتهم ولكن منظرهم في "البلكونة" صباحآ كان يخطف قلبها الصغير.. لم تكد تقتنع بفكرة إطلاقهم خارج هذا السجن اللطيف ، كان لديها عصفور صغير ، لونه أخضر ساحر يخطف قلبك قبل عينك 💚 كانت تهتم به لأبعد وبأدق تفاصيله ، كانت تطعمه كل يوم بنفسها ، كانت تنظفه وكأنه طفلها الصغير , بدأت علاقتهم تتطور وتتعقد أكثر حتي أصبحت لا تفهم.. لا تعقل ، فالعصفور كان يرفض الطعام من أي شخص سواها..
كان ينتظرها حتي تعود من عملها كل يوم!! لقد شغفها حبا .. ولكنها لا تشعر بشيء ،تهتم به كأي حيوان أو طائر لديها لا فرق !!
مع إشراقة صباح يوم جديد تتلقي صديقتنا رسالة الكترونية تفيد بقبولها للتدريس في جامعة هارفارد الأمريكية ، قرأت الرسالة عدة مرات بذهول ، رغم إيمانها بقدراتها الشخصية ولكن جامعة هارفارد غير أي جامعة آخري آيضا..
بدأت تفكر في حياتها الجديدة ولكن يصعب عليها أمر الطيور والحيوانات في منزلها ، أين ستتركهم ؟ كيف ستتركهم ؟! لا تدري..
بدأت تسأل صديقاتها إن كانت إحداهم تريد اقتناء اي فرد من هذه الحيوانات والطيور حتي استطاعت ان تجد لهم جميعاً مآوي ..
ثم سافرت إلي أمريكا لتكتشف حياتها ووظيفتها الجديدة التي عاشت تحلم بها حتي أدركتها!
تأقلمت سريعا علي حياتها الجديدة ، مفتقده أصدقائها الطيور والحيوانات بعض الشيء ولكن زحام الحياة كان يلهيها عن التفكير بهم ،أما عنهم فكانوا جميعهم قد تأقلموا علي ذويهم الجدد ماعدا العصفور الأخضر ، ظل ساخطا علي حياته ، يأبي الطعام ، يأبي اللعب ، يأبي الحركة..
فقط فالقفص لا يفعل شيء .. كان فراق صديقتنا صعب عليه جدا لقد تعود وجودها معه ، تعود طلتها كل صباح وهي تفتح البلكون!!
ظلت حالته هكذا لا تتغير أو بإرادته لا يريد تغييرها لا أحد يدري ، واستمر علي هذا الحال حتي فكر أن يكسر قيده ويثور علي حاله..
حاول كسر القفل المثبت بالقفص مرارا وتكرارا ونجح فالنهاية ..
كان شعوره لا يوصف بالطبع فلأول مرة يكون حرا طليقا ولكنه كان أسيرا للحب ، مكبلا بقيوده البالية ..
ظل محلقا يعرف طريقه إلي حيث تسكن صديقتنا.. وصل إلي البلكون ، موطنه الأصلي 💖 واستقر هناك منتظرها تخرج بطلتها الباسمة صباحا او مساءا .. ومرت الأيام والليالي ولكنها لم تفعل!!
فهي تعيش حياتها بمثالية في أمريكا وكل شيء علي ما يرام حتي تلقت جوابا من إداره الجامعة لتخبرها بأنها لن تستطيع أن تكمل وظيفتها هناك لأسباب أمنية!!
ضاقت بها الحياة واحست ان أحلامها تتحطم وتختفي ولكن ما هون عليها هو عودتها لاصدقائها الحيوانات..
أخدت تجهز متاعها لتسافر وبالفعل وصلت إلي شقتها بالقاهرة ووضعت شنطتها وغادرت الشقة إلي صديقاتها لكي تسترد الحيوانات..
بالفعل نجحت في جمعهم من جديد ولكن تفاجئت ان صديقتها تخبرها بهروب العصفور الأخضر منذ وقت طويل!!
وقع الخبر عليها كالصاعقة ، لم تدري ماذا تفعل..
كان فردا من افراد مجموعتها ولكنه لم يكن أهمهم بالفعل.. لم تكن تشعر بحب هذا العصفور المميز لها ، كانت في وادي اخر لا تهتم..
اخذت تفكر اين ذهب ؟ وكيف تخلص من القيد ؟
لم يفعلها من قبل..
مااذا تغير به لكي يفعل هكذا ؟
خلدت للنوم هربا من ضجيج العقل ولكنها لم تستطع فعل ذلك..
أحضرت كوبا من القهوة وامسكت بدفترها الذي تكتب فيه ملاحظاتها و ذهبت نحو البلكون وفتحته وجهزت المقعد لكي تجلس وتكتب ما تشعر به في وقتها..
لمحت عينها شيئا اخضرا في نهاية البلكون ، ذهبت علي الفور ووجدته عصفورها الصغير..
لقد مات!! لا تعلم أمات من الجوع ؟ من العطش ؟ من حرارة الشمس ؟ من الشوق إليها ؟؟!
تدبل حالها من السيء إلي الأسوء.. بداخلها مشاعر غريبة متخبطة ، مات عصفوري ؟ كيف مات ؟ أمات من انتظاري ؟ لم يكن يعلم كم أحبه..
ثم انفجرت فالبكاء و فتحت دفترها وكتبت :
"إننا لا نرغب في خوض هذة التجربة بينما نحن غارقون فيها ، وغالبا مع نقع في الحب في الوقت غير المناسب ، ومع أفراد لا نرغب بهم... "
#النهاية
- مكانُ ليجعلَك تقرأ بعيني وتشعُرُ بقلبي. - عندما تسألُكَ نفسك كيف أواجه معاركي الخاصة، لا تتعجل.. ستقرأ وتفهم جيدًا !
السبت، 4 أغسطس 2018
العصفور الجريج
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مقبرة الأحلام..
عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...
-
كثيرا ما كنت أظن أن التعبير عما بداخلك سهلا.. ولكن نسيت إن بعض الظن إثم !! إهداء للهائمين في الحياة الذين لا يعرفون كيف يعبرون عما بداخل...
-
تبدأ حياتها كوردة من الورود اللينة الرقيقة التي تنمو بحبٍ في بستان كبير مليء بالحمراء، الصفراء والبيضاء ولكنها لا تسعى لمنافستهم أو حتي إرضا...
-
عزيزي،، أعلم أن اقتحام حياة الأشخاص صعبًا تمامًا، وأنني أحتاجُ أن أطرق الباب كي تأذن لي بالحديث، لكن أخبرتني جيسيكا بيردي أن أكتب خطابًا وأ...
الله حرفياً ❤❤
ردحذفايه الجمال ده اقسم بالله 😭💘💘
شكرا جدا جدا جدا 💙💙
حذفالله حرفياً ❤❤
ردحذفايه الجمال ده اقسم بالله 😭💘💘
شكرا تاني 😂😻
حذفحلو كملى هايطلع احسن
ردحذفحاضر 😍
ردحذفجميل 😃👏
ردحذف