الجمعة، 30 أكتوبر 2020

🖤




ربما لستُ أعرف ملامح وجهك الجميل، ولا أدري ما أسمك، ولا لقبك المميز بين رفاقك، ولا أين تسكن في تلك الأرضِ الواسعة، القاسية بشدة على أبنائها مما دفعت كلانا للهروب عبر ذاك الكتاب.. ولكنّي معك بقلبي، أشعُرُ مثلما تشعر، أبكي بداخلي من فرطِ الألمِ، أبكي لأنني لا أملك رفاهية الهروب مما حولي.. أبكي عند شعوري بالعجز.. 
لا تحزن يا رفيق، ربما لم نلتق ولن نفعل، وكل ما يجمعنا كتابُ مسكته كلتا يدينا ولكننا نلتقي شعوريًا بقلوبنا. 

#رنا_هشام. 

صورة من كتابٍ أستعرته، بها رسالة تقول " لقت كنتُ دائمًا أبكي؛ دائمًا ما كنت أبكي لأجل عدم تحكمي بشيء ما، أو لعدم قدرتي على الوصول لأحدهم، أبكي عند شعوري بالعجز.. " 

الأحد، 18 أكتوبر 2020

مَنْ ‏أكونُ؟ ‏

من أكونُ؟

"قصة قصيرة"
رنا هشام








في عالمٍ غير الذي نعيش فيه، ربما تظلُنا نفس السماءُ، ربما تضمُنا نفس الأرضُ القاسية على أبنائها، ربما تحوي قلوبنا نفس مشاعر الحنين والحب الزائِف الجميل، ربما يعتريها شيء من الضغينة كما يعتري الشر كل ماء رائق ليكدره بكدرة الحياة البائسة ...
استفاقت ليلى-كما أطلقتُ عليها- بصعوبة بالغة، تكاد تبصر غمام حتى بعدما دعكت عينيها بكل ما تمتلك من قسوة. فتحَت عينيها شيئًا فشيئًا؛ لا تكاد تُبصر سوى صفار رمال الصحراء، لا تتذكرُ كيف أتت إلى هنا، ولا تعلَم عن نفسها شيئًا حتى اسمها الحقيقي بقي مجهولًا حتى تلك اللحظة ..
كانت ملقاة على الأرضِ، فاستجمعت قواها لتقف؛ وإذا بها تترنح مرةً أخرى لتسقُطَ من فوقِ مرتفعٍ لتفقد الوعي ثانيةً. أهكذا هي الحياة، تأخذك من وعكة إلى أخرى، ولا تكادُ تفيق حتى تجد نفسك مكبلًا بأغلال الماضي وآلامه البغيضة. مرّت بضع ساعات حتى أعادت ليلى الكرة واستفاقت مجدداً ومازالت لا تعلَمُ من هي ولا من أين أتت. كان ردائها المحتشم، ذو الطابع الريفي القديم يشير بأنها أتت من قرية وليس من مدينة كبيرة، ورغم ذلك فهي لم تستطع تحديد أي قرية لفظتها هكذا في الصحراء وحيدةً، حتى ملامحها لم تكن تتذكر منها شيء، كانت كمن ولدته أمه مذ دقيقة، لا يعلم عن نفسه شيئًا سوى أنه إنسان.
وإذا بالليل يسدل أستاره عليها ويعُمُ الظلامُ فيزداد قلبها وحشة وخوف من أن يأكلها حيوان بري وهي لا تملِك أي وسيلة للدفاع عن حياتها، ولا ترى أي مكان تحتمي به من ذئاب الليل. فرأت أن أفضل الحلول أن تظل ساكنة في مكانها وتغطي وجهها بردائها حتى لا ترى ما يحدُث حولها حتي مطلع النهار. في كثير من الأحيان يختارُ الإنسان أن يظل عاميًا عما يحدث حوله، لعل الراحة تبلغ مقامه. ولكن رُغم ذلك لم تنم ليلى ولو لحظة، كانت مستفيقة تشعر بلطشات السقيع القاسية، تجرُفها الرياحُ العاتية، وتسمع صدى أصوات الذئاب فيُقذَف في قلبها الرعبُ .. ومضت هكذا حتى أضاءت الحياة. وتثاقلت على قدماها لتسير من مكانها علَها تجد أناسًا هنا.. 
سارت ليلى مسافة كبيرة وهي لا ترى أى ملامح لحياةٍ هنا، تملك منها التعبُ حتى نامت بعمق. بعد عدة ساعاتٍ حدث إعصار ضخم؛ أخذت الرياح تتجمع في دواماتٍ كبيرة تكاد تبتلع الإنسان بلا رجعة، كما فعلت مع ليلى، فما شعرت بنفسها إلا والرياح تدحرجها وتقذفها وكأنها دمية في يد طفلِ صغير.. 
ظل الإعصار هكذا وقتًا طويلًا حتى بدأ يهدأ شيئًا فشيئًا، وكانت ليلى منهكة تملأ وجهها الكدمات المخبأة تحت الرمال المتناثرة على سائر جسدها، ولكن الامل بدأ يشق طريقه إليها؛ حيث رأت كوخًا صغيرًا على بعد مترات قليلة، كانت لا تدرى هل تتوهم أم بالفعل هناك كوخًا صغيرًا.. 
ساقتها قدماها حتى وصلت بقربه، لا يفصلها عنه سوى خطوات قليلة،كان باب الكوخ مفتوحًا ولكن قلبها يخشى الدخول رُغم أنها في خطر دائم في كلتا الحالتين. سارت بخطواتٍ متثاقلة نحو الباب ودخلت بالفعل، لا تكاد ترى شيء، ظنت أن المكان خاوي حتى رأت قطرات الدم المتناثرة حول الرمال التى تكسو الأرض فتسمرَت في مكانها لا تدرى ماذا تفعل، أتهرب وتجري بعيدًا؟ وتترك فرصة الإيواء الوحيدة التي وجدتها؟ أم تغامر وتدخل فهي في الحالتين ستموت لا محالة، إما أن تموت جوعًا أو تموت وهي فريسة رخيصة في فم حيوان بري ..
استجمعت قواها ودخلت وتتبعت قطرات الدماء حتى وجدت قطعة قماش كبيرة بالية ويبدو أنها تغطي شيئًا كبير الحجم، تملك منها التردد.. أترفع الغطاء وترى؟ أم تفر بعيدًا ؟ وكما فعلت في المرة السابقة، استجمعت قواها الخائرة وأمسك بطرف الغطاء.. وأخذت يدها ترتعش بشدة بالغة، وبدأت ترفع الغطاء شيئًا فشيئًا حتى وجدَت سيدة غارقة في دمائها فاقدة للحياة .. خارت قوى ليلى وغشي عليها من فرط ما رأته من وحشية، وبقي المشهد هكذا لسيدتين ملقاتين على الرمال يُحيط بهم كوخ صغير، وبقي الوضع كما هو عليه ومرّت عدة ساعات حتى استعادت ليلى وعيها وهي تتمتم .. 
فريدة، هذا هو اسمي.. لقد استعادت ذاكرتها و تذكرت من هي لكن الطامة حدثت عندما رأت وجه السيدة الميتة .. صُعِقت ليلى وصرخت صرخة رجّت قلبها، ثم أخذت تحاكي نفسها قائلة: من تلك؟ ومن أنا ؟ هل أنا مت؟ أم أنا على قيد الحياة؟ وما الذي أراه الآن؟ وما تلك الدماء؟ ولماذا أرى تلك السيدة تمتلك نفس ملامحي ؟ لماذا تبدو وكأنها أنا؟ 
ظلّت ليلى على تلك الحالة، لا تدرى أهذا واقع أم خيال تعيش فيه وحدها، حتى أنها ظلّت بجانب الجثة الملقاة حتى أصابها العفن وساءت رائحتها، وليلى أيضًا كانت تسير على خُطى الموتِ لا محالة، فالأيام تمضي بلا طعام ولاشراب، ولا لديها القدرة على البحث عن معالم للحياة.. وكأن عقلها طار عندما تذكرت أسمها وملامحها لتجد جثة تقاسمها في تلك الملامح.. اختارت ليلى مأوى شبيهتها حتى ماتت وكان كل ما ترجوه أن تعلم لها هوية، تعلم مَن تكون؟ ربما تكون متخبطة الذاكرة.. ربما تكون ليست فريدة كما هي ليست ليلى .. ربما تكون شخصًا مهمشًا أتى إلى الحياة لينتهي به المطافُ في ذلك الجنون .. ربما كانت ممن يمتلكون أحلامًا بسيطة ولكن تجرفهم الحياة إلى الصحراء، لتجردهم من أحلامهم وطموحهم .. وتتركهم ليموتوا.. كما ماتت ليلى. 
تمت

الخميس، 8 أكتوبر 2020

ولكنّا ‏آثرنا ‏الرحيل ‏..

- وعدنا مرة أُخرى إلى بداية الطريق، لا يعرف أحدنا شيئًا عن الأخر، لا يراه سوى مبتسمًا، وكلانا نظن أننا بخير.. 
وبات الحديثُ مقتضبًا بعدما كان يفيض بلا انقطاع. 

آه لو تعلَمُ يا رفيق كم عانت نفسي لكي تُبقِي الوداد بيننا، آه لو تعلَمُ كم تأذيَت نفسي على إثر كلماتك، آه لو ترى يدي الدامية من فرط التمسُك بك..

لم أفلت يدي بتلك السهولة التي رأيتها، لم أسلك طريق الوحدة باختياري، لم أرتكب تلك الجرائم التي أوهمتني إياها.. آه لو تطلع على قلبي لترى ما به.. نعم أفلت يدي ولكن قلبي مازال يحمل بقايا الود، ويرفض تصديق ما يؤلمه.. ويقول كنا يومًا ما روحًا واحدة، فكيف ليّ أن أغضب الآن ممن كان جزءًا مِنا! 

آه لو تعلم كم تمنيت أن أظل، وأن تظل يدي متشبثة بحبل الوداد طيلة العمرِ مهما نزفت من الدماء.. 

ولكنا آثرنا الرحيل، فلنرضى به حتى النهاية، وعسانا نتعثر فيمن لا يرحل أبدًا، ومن لا تُدمي الأيدي من فرط التمسك به. 

#رنا_هشام. 

الأربعاء، 7 أكتوبر 2020

رأيي ‏في ‏رواية ‏شلة ‏ليبون ‏ ‏

® رأيي الشخصي في رواية "شلة ليبون" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية في 244 صفحة للكاتب هشام الخشن. 


اللغة قوية ومحكمة، واستخدام كل لفظ في مكانه الصحيح، السرد بالفصحى والحوار بالعامية المناسبة لأجواء الرواية. 

أحداث الرواية تدور حول لعبة البوكر وتجمعهم حولها، ولكن يسرد الكاتب كل شخصية ودواخلها من خلال تلك اللعبة. 

برعَ الكاتب في تمييز الأشخاص بشكل يجعلك لا تنساه.. أو تتخبط بينهم. 

تركزت الرواية على سرد دواخل الأبطال النفسية بشكل مفصل. 

- تلك هي أولى قراءاتي للكاتب، راق لي قلمه، ولكن لم ترق لي النهاية.. 

نهاية مفتوحة بشكل كامل، ربما تسببت في تفكك إحكام الحبكة.. أعتبرها نهاية ضعيفة لا تليق بباقي الرواية. 

ولكنها بداية جميلة لقراءة باقي أعمال الكاتب. 

التقييم بالنجوم : ⭐⭐⭐⭐

#رنا_هشام. 



مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...