الآن تدفعني يداي لأكتُب..
ونحنُ على أبواب النهاية، مضى رمضان مسرعًا كعادته، بخفةٍ كل عام، نبدأ بيومِ واحد ثم نجدُ أنفسنا نسأل متى صلاة العيد. لا أُخفيكم سرًا.. مشاهد الوداعِ دائمًا تؤرقني بشدة، ربما أملك قلبًا هشًا لكني لا أريد أن أرى رحيل أي شيء أحبه. وأنا أُحب رمضان، أُحاول أن أُصلِح فيه نفسي شيئًا فشيء، وينتهي كل عام وأنا أعلم أنني أشد المقصرين في حق الله. ولكنني أُعاود العام التالي بنية جديدة خالصة أن أسعى وأُحاول.. وأن أموت على الطريق.
ربما تسلل رمضاننا هذا أسرع من كل عامٍ مضى، انشغالي بما لدّي من دراسة والتزامات جعلني أشعر أنني أزددتُ تقصيرًا. لا أقوم الليل إلا قليلًا لأنني أحاول أن أجتهد فيما بقى في دراستي. أعلم أن الله يُثيبنا على دراستنا، وهذا ما يجعلني أهدأ قليلًا.
لا أريد الشهر أن ينقضي لأنني أشعر -ونحن فيه- أنه مازالت هناك فرصة لتكون أفضل، سواء دينيًا أو دنيويًا. وربما أشعر أنه لا حاجز بيني وبين الله في الدعاء، كما هو في كل وقتٍ بلا شك. رُغم أنني -هذا العام- لم أستطع صياغة دعاء يليق بما أشعر، أو أنني حقًا لا أعلم ماذا أريد، وما الذي سيجعلني شخصًا سعيدًا راضيًا. كل ما أردته حقًا أن يرزقني الله صراطًا مستقيمًا، ويوفقني لأطلب العلم النافع، وأن يأتي علّي رمضانُ آخر وأنا أعمل في عملٍ نافع يحبه الله ويرضاه لي و يُرضيه عني. ربما هي ليست إلا دعوات عامة متلجلجة ولكني أثق أن الله يحبني ولن يتركني حائرة. وسيصلح بقدرته كل الذي أخافه وأظن أنه لن يُصلَح.
وداعًا رمضان، لطالما أنت أجمل الشهور.
#رنا_هشام