الخميس، 26 يوليو 2018

الضوء المنبثق


ثاني قصة بقلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الضوء المنبثق  ..

اهداء لكل المكافحين في الحياة المؤمنين بقدراتهم مهما خانتهم الظروف .. دمتم مكافحين رغم صعوبة الوصول , لعل بينكم وبين أقداركم القليل من الجهد وتصلوا ..
المقدمة :
لم يكن وسيما للغاية , لم يكن قوى البنيان ككثير من أبناء جيله , ولكنك كنت ترى في عينه شيئا ما غريبا لا يعلمه الا الله , كان يدعي رامي وكان من سجيته لا يلتفت للاخرين ولا يهمه امرهم . وجهة نظرة كثيرا ما تكون صائبة وموضوعية .. لم يكن رامي محظوظا للغاية ولكنه كان مجتهدا ومؤمنا بنفسه لاقصي حد ومستعدا لبذل كل جهده للوصول لقمته الخاصة !!
المشهد الاول : يستقيظ رامي صباح اليوم لكي يبدأ يومه كما اعتاد , يتوضأ ليصلي ويرتدي ملابسه ويذهب لمدرسته ولكنه لا يذهب كما يذهب الاخرون بفتور ولكنه يذهب مملوءا بالحب والشغف ..
يقضي يومه بين الحصص المختلفة من المواد المختلفة  كاللغات والفيزياء والأحياء و التي لا تشبع رغباته فتكلفه مئات الساعات من العمل والبحث لإثراء معلوماته , ظل رامي مقتنعا بان هذة المواد لا تنفع ولا تشفع ولكنها ضرورية للحصول علي الشهادة التي اتضح انها لا أساس لها من الصحة كما يزعمون ..
رجع رامي من المدرسة منهكا فبدل ملابسه وقرر أن يأخذ غفوة حتي تنتهي امه من تحضير الطعام , عندما وضع رأسه علي الوسادة اخده النوم العميق .. من الواضح انه كان منهكا جسديا وربما فكريا لا أحد يعلم ..
المشهد الثاني :يقطع رامي نومه فاتحا عينيه ليجد نفسه في مكان لطالما كان غريبا عنه وكان معه صديقه أحمد الذي لازمه في لهوه وفي جده .ظل  الكهف مظلما الا جزء يتخلل منه الضوء قرر رامي خوض هذه التجربة ودخول الكهف ولكنه صديقه رفض.. تركه ومضي وظل رامي وحده , في البداية اخدت رامي الرهبة من المكان والاضاءة ولكنه سريعا ما تأقلم علي المكان وفكر متأنيا ماذا يفعل ؟؟
شيئا ما بداخله دفعه للمواصلة لاخر الكهف وعدم الاستسلام لاي سبب ربما الشغف ربما الحب لا أحد يعلم طبيعة الأمر  , سار رامي في الكهف رغم الظلام ولكنه تعثر في حجر حاد الزوايا لم يكن يراه ولم يكن لديه صديق ليحذره منه قبل الوقوع فيه فقد اتخلي عنه صديقه في بداية الكهف , واقعيا تذكر رامي ( وحلفت انك لا تميل مع الهواء , اين اليمين واين ما عاهدتني ؟؟؟؟؟) اين ما عاهدتني يا صديقي وابتسم لتفاهة الأمر ثم مضي في طريقه  !!!!!!!!!
لم يهتم بالجرح الذي اصابه في رأسه فمهما طال الالم سيزول ويغدو لا شيء ومضي في التقدم حتي سمع صوتا ما لم يألفه .. تلفت حوله لكي يحدد مصدر الصوت .. ظل في هذه الحيرة حتي رأى حيوانا صغيرا لم يعرف حتي اسمه كان أشبه بالفار أو ربما القط !!
بالرغم من أن رامي لم يكن محبا للحيوانات ولكنه أحس انه ظهر في هذة اللحظه ليؤنسه في رحلته التي ربما تكون شاقة , التقط رامي هذا الحيوان وقرر اصطحابه ولكنه تفاجئ عندما وجده يتحدث كما يتحدث البشر !!! لم يكن حيوانا مألوفا !!! حقا ما هذا الكائن العجيب ؟؟
قرر رامي أن يطلق علي هذا الكائن (بوكي) واخده وجلس متكئا علي صخرة صماء , تحدث بوكي الي رامي بتاريخ هذا الكهف ونشأته قائلا ان هذا الكهف كانت تسكنه قبيلة قديما من اهل الشام , ربما  كانوا يختبئون فيه من وبال الحروب المدمرة ( ربنا ينتقم من اللي كان السبب) وأكمل بوكي قائلا سرعان ما هجرت هذه القبيلة الكهف بسبب الحيوانات المفترسة التي كانوا بالكهف منذ الاف السنين .. تسرع رامي قائلا : هل مازالوا هنا ؟ رد بوكي قائلا : لا تقلق لا أحد هنا سوانا يا صديقي فلنتعاهد علي السير معا حتي النهاية , فلقد تعاهدنا ؟ نعم تعاهدنا  .. 
نهضوا الاثنان وساروا فالكهف لا يرشدهم شيء سوي بصيرتهم التي لا تنطفأ ابدا !!!
الكهف لم يكن شديد الاتساع ولكنه لم يكن ضيقا للغاية .. كان طويل جدا جدا حتي ظن رامي انه لن يخرج منه ابدا (الا لو علي نقالة بقي يعني  ) ,, لم تغن غاية رامي عبور الكهف من اجل الشهرة ( زي ما بيقولوا المنظرة ) ولكنه كان شغوفا لان يري ماذا يوجد في اخر الكهف .. ظل ماضيا هو وبوكي يؤنسه بقصصه التي لا يُمل منها حتي أحسا بحركة غريبة تحتهما وكأن الكهف ينهار واقعيا !!! نطق بوكي بسذاجة ( نسيت اقولك ان الارض دي مكان نشاط الزلازل يا صاحبي ) تملك الخوف والقلق من رامي وأحس بحجم الورطة التي وضع بها نفسه وظل يتوسل الي الله ان ينقذهما .. فالواقع لم يجدوا ما يحميهم من انهيار جدران الكهف عليهم غير تجويف صغير بداخل الكهف وظلا بداخله يتحدثان سويا حتي اصبحا اصدقاء ووعد رامي بوكي بأنه سوف يأخذه معه إلي منزله واستمر هذا الوضع حتي استقر الوضع وهدات الثورة خارج التجويف فاستطاعا الخروج والسير فالكهف ..
فجاة وقع عليهم شعاع ضوء خفيف مما شجعهم علي المواصلة ودلهم ان النهاية حتما قريبة ( او ربما تكون البداية لحياة افضل بكثير ) ..
قص رامي قصته علي بوكي وقص عليه تفاصيل اسرته المتكونة من خمس افراد واخوته الاكبر والاصغر منه وقال له كم كان يحبهم ويشعر بحجم ما يقدمونه من أجله .. ( مليون كلمة شكرا مش هتكفي )
انتابتهم السعادة العارمة عندما رأيا الضوء وادركا انهما تجاوزا كل الصعاب من الحجر الجارح والزلزال و الظلام والجوع والمرض و ...................
هأ هأ لقد فعلناها ؟ أترى هذا الضوء ؟؟ وصلنا للبداية الجديدة يا بوكي  , لقد فعلناها معا يا صديقي ..
اخيراااااااااااااااااااااا فعلتها هأ هأ ..😎
المشهدالثالت والاخير :
استيقظ يا رامي ؟ ما التي قد فعلتها يا بُني ؟؟ الطعام جاهز !!
اضطرب رامي مستيقظا يحاول ادراك ما يحدث ولكنه ادرك انه كان يحلم حلما جميلا جدا ليته كان واقعا ..
ينهض رامي من سريره ذاهبا لكي يغسل يده و كعادته يداعب قطه الأليف الصغير (بوكي ) قائلا : حتي معايا في احلامي يا سيدي !!
تمت بحمد الله
لا تتخلي عن احلامك مهما كان السبب ودعك من المحبطين المتكبرين , اجعل تسلقك للجبال لتري انت العالم ليس ليراك العالم !!😎💪💪
اثبت لنفسك فشل الابيات :
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
تجري الرياح لما لا تشتهي السفن
لأنه فالواقع :
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن
إن الذي يرتجي شيئا بهمته
يلقاه لو حاربته الانس والجن ..
فاقصد الي قمم الاشياء تدركها ..
تجري الرياح كما رادت لها السفن
بقلمي

#رناهشام

هناك تعليق واحد:

  1. جميلة وفي النص بلاغة حيث الايجاز
    بالتوفيق

    ردحذف

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...