#بقلمي ✒
#قصة_قصيرة 🔥 🔥
#كل_الدروب_أعادتني_إليك ❤
وما الحب إلا للحبيب الأول !! كم يتردد علي أسماعنا هذة الجملة ولا نبالي ؟ كم نتسأل هل شعرنا بالحب يوماً ما أم أنها أوهام ؟ حتي هل سنشعر ؟ أم أننا نعيش بلا هوية بلاهدف بلا .... "حب "
إليك يا من تقرأ ، لا تستخف بما تشعر بل قدر شعورك حق قدره.. لربما تندم يوما ما !!
البداية :
مصر هي بلد العادات والتقاليد ظلت محتفظة بذلك حتي وقت ليس ببعيد عن وقتنا هذا ، ولقد نال تعليم الفتيات جزء كبير من هذا التعقيد والتخاريف .. في قريتنا الصغيرة الصعيدية نشأت حورية ، فتاة كالبحر الرائق لا يشوبه شاءبة ولا يعكر صفوه شيء ، أكبر مشاكلها في الحياة هي معاناتها مع أبيها للدراسة في الجامعة و الأرجح أن المعاناة كانت بشأن تخصص "الإعلام" .. لم يكن الأمر سهلا كما يخيل لفتيات القاهرة "اللاتي يقرأن الآن " .
كانت مخاوف الوالدين لا أساس لها واقعيا ف حورية كانت متفوقة علميا بما يكفي لكي يطمئنوا علي أدائها الجامعي ،، بعد العديد من المحاولات التحقت حورية بكلية الإعلام جامعة القاهرة برغم تنافي ذلك مع عاداتهم ، فكيف لها أن تسافر إلي مدينة أخري لتسكن بعيداً عنهم ثم تدرس وتتخرج لتعمل بالإذاعة والنليفزيون ؟ كانت الحكاية كالمعادلة الكيميائية غير الموزونة بالمرة وكل الظروف كانت تعاند السير ولكن الإصرار حل العقد جميعها ..
سافرت حورية للقاهرة لتكتشف أن الظروف مختلفة تماماً من المعيشة للطعام للزي للعادات!
الأغرب من ذلك أنها سريعاً ما تعودت علي الحياة في العاصمة بصخبها وضجيجها ، تذهب يوميا إلي الجامعة ثم تعود إلي شقتها الصغيرة التي أتخذتها لتسكن فيها طول فترة الدراسة..
في يوم من الأيام ذهبت لتجلس إلي المكان المعتاد لها أن ترتاح فيه بالجامعة ، وقع نظرها علي شاب يجلس فالجهة المقابلة يحتمي بشجرة وارفة الظل منهمك أمام الحاسوب المحمول "لابتوب" يعمل بشغف أو ربما بحب..
ظلت تلاحظه من بعيد حتي انتهي من عمله واخذ حاسوبه وانصرف ،، بالرغم من أن مدة تلك الحكاية لم تتعد عشر دقائق ولكن حورية شعرت أن هذا الشاب خطفها إلي عالم آخر ،، عالم مليء بالحب الذي طالما عاشت تبحث عنه ، لم تدر بما تشعر وكيف حدث ذلك.. كان الأمر أشبه بالحلم الصغير ..
عادت إلي منزلها وهي لا تفكر في شييء سواه.. تود لو تعرف عنه كل شيء .. تود لو تبدأ في حواره ولو بأي شيء تافه!! لقد وقعت حورية في بحر أمواجه لا ترحم أحداً ..
تشرق شمس يوم جديد علي حورية وهي في حال آخر.. قد استحوذ علي عقلها وقلبها شخص لا يعرفها وربما لم يلاحظها عندما كانت أمامه ، ما أصعب ذلك الشعور..
قبل أن تفتح حورية باب شقتها لتغادرها إلي الجامعة سحبت ورقة وكتبت عليها " أحبك ولا تبالي " ثم تركتها و غادرت وظلت تحاوره عبر الوريقات الصغيرة التي مستحيل أن يراها ولكن ربما يتحول المستحيل إلي الممكن ..
يوم معتاد كباقي الأيام الدراسية لدي حورية تعمدت في نهايته أن تذهب لتجلس في نفس المكان لكي تشاهد وهو منهمك ولا يبالي..
ولكنها تلك المرة ألقت عليه السلام وذهبت لتجلس ، رفع وجهه مبتسمًا ورد السلام وعاود في انهماكه مجدداً ..
تكررت هذه الحكاية مرة بعد مرة و ظل الكلام بينهم لا يتعدي السلام حتي لم تعرف حورية اسمه او اين يدرس.. وكأنهم يفصلهم حاجز ثلج كبير لا تذوبه حرارة الحب ، بدأت صحة حورية تنحدر شيئاً فشيئاً وكالعادة هي فتاة طبعت بطابع عادات الجهل الصحي الريفية ..
كم تجاهلت شعورها بآلام الصدر وعدم الراحة ظنا منها أنه ضيق او إرهاق.. كم تجاهلت ضربات قلبها السريعة غير المنظمة ظنا منها أن هذة لهفة الشوق!!
ازدادت الأمور الصحية سوءا وإهمالا وهي لا تحاول الإهتمام و حتي لم تخبر أهلها بشيء فقد اكتفت الإطمئنان عليهم فقط..
ومع غياب حورية من الجامعة لاحظ ذلك الأمر الشاب الذي لم تكن تلاحظ سواه 💚 ..
كان ذلك الشاب يدعي "طه" يدرس بالسنة الأخيرة بكلية العلوم يعمل منهمكا لكي ينهي مشروع تخرجه ويثبت للجميع أنه لن يفشل..
لاحظ طه غياب تلك الفتاه التي أحبها مثل ما أحبته.. ولكن الغريب انه كان يعرف عنها كل شيء كان يراقبها حتي بعد خروجها من الجامعة ، حتي مكان شقتها الصغيرة لم يخف عليه!! ينطلق من هنا السؤال المحير.. لم لم يحاول الحديث معها ؟ لم لم يعبر عن شعوره ؟ هل استخف بها ؟!
استجمع طه كل قوته وذهب إلي شقتها لكي يسأل عنها ولكن الصدمة الكبري عندما أخبره الحارس بوفاتها منذ أسبوع..
صعق كالأطفال وانفجر في البكاء !!! من أين أتي بكل هذا الحب ؟؟ وكيف ذهب في مهب الريح دون مقدمات ؟؟ كم كانت تلك الصدمة قاسية عليه والأقسي أنه علم سبب وفاتها " جلطة قلبية " استأذن الحارس أن يصطحبه لشقتها ليري عالمها الصغير ...
دخل شقتها تتساقط دموعه كالمطر في شهر فبراير الكئيب ، أول ما وقعت عينيه علي شيء كانت تلك الوريقات الصغيرة ذات الألوان الزاهية التي تخطف قلبك من أول نظرة..
بدأ يقرأ ما كتبته حورية..
"إليك يا مجهول الهوية.. كلما أتبع قلبي يدلني إليك ، كأنني منك ثم إليك " 💚
" سلاما علي من يحبهم القلب عبثا دون أسباب " 💚
"صديقي الذي لا أعرف اسمه ، أخبر قلبك انني أحبه رغم فقر اللقاء "
ظل طه يقلب في وريقاتها ولا يدري لمن تكتب.. حتي وصل إلي وريقة بتاريخ ما قبل وفاتها بيوم واحد .. " أخيرا علمت أسمك ، أشعر وكأنه أخر يوم التقيت في كتاباتي .. يا صديقي كنت أتمني أن تكون أنت الألوان في رمادية هذا العالم..
ستظل أنت النور عندما يقرر الجميع الإنطفاء ..
واختتمتها باقتباس شهير :
أيها البعيد عني
جدا في آخر المدي
كيف صنعت من اللاوجود
وجودك!
ورغم هذا الفراغ حولي
كيف أحطت بي
كيف يكون في غيابك
كل هذا الحضور!!
وفي النهاية كتبت إلي صديقي.. إلي طه 💙
تخبط شعوري يسود قلبه ، تنهال الدموع حتي يكاد يسمع صوت تلاطمها علي الأرض ، يعيش في حالة اشبه بالغيبوبة لمدة ثوان.. كيف كان بكل هذا الغباء ؟ كيف استطاع اللامبالاة كل هذا الزمن ؟ كمية تساؤلات لا يقطعها سوي صوت أم كلثوم " وكفاية بقي تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لقا .. فات الميعاد فاااات!! "
خرج طه من الشقة كالمزعور.. ما علاقة الأغنية بالموقف ؟ وكيف خسر حبيبته دون أن يخبرها أنه يبادلها نفس شعورها.. كيف لم يقدر بما شعر ؟
ظل علي هذة الحالة حتي لاحظ بعض أصدقائه غيابه فاضطر إلي مواصلة العمل الدءوب لأنه لم يكن لديه سبب كافي لتوضيح ما يشعر به تجاه حورية.. أو القول الأرجح " ما كان يشعر به "
كان مشروع تخرجه فريد من نوعه.. كان مقتنع بالتنقل عبر الزمن وكأنه واقعي.. كان يعمل علي صنع مركبة جوية تعود بالزمان إلي الوراء.. كان هو مسئول التصميم في طاقم صنع تلك المركبة لذلك كان لا يفارق حاسوبه المحمول..
من المؤكد أن تلك المركبة سيتم تجربتها و لكن طه فاجيء الدكتور المشرف بأنه سوف يسافر بها إلي مدة لا تتجاوز عامين ماضيين ..
كان الأمر غريبا حقا ، يحمل الكثير من المخاطرة والمجازفة.. والتضحية في الحب 💙
ربما لم يكن مؤهلا لهذة الرحلة ! ربما لا يكون هناك أساس لهذا النوع من الرحلات! ربما تكون جميعها أوهام .. كالحب ؟
عاني طه كثيرا من إقناع أصدقائه بواقعية هذة الرحلة.. وصفه الجميع بالمجنون ، ظن أصحابه أنه قد جن جنونه .. سيسافر عبر الزمن ؟ كيف ؟ لماذا ؟ كثير من التساؤلات تم طرحها علي طه وهو نفسه لا يدري أين تكمن الإجابة ؟!!!
بالرغم من أن محاولات اصدقائه بإقناعه أن ذلك مستحيلاً باءت بالفشل ، كان طه يمتلك في نفسه بعض الخوف من خوض تلك التجربة..
ولكنهم أعدوا المركبة جديا وزودوها بالطعام واللوازم الأساسية واستقلها طه هو و مشرف فني تحسباً لأي مشكلة.. قضوا فالرحلة ما يقرب من ثماني وعشرين يوماً تعطلت فيهم تلات أيام وتملكهم اليأس والإيمان بالموت المفجع.. ولكن أحدث الله بعد ذلك أمرا واستطاع المشرف أن يستخدم المحرك البديل وانطلقوا مجددا ليكملوا الرحلة.. وانتهت بهم في مكان جميل هاديء مليء بالأزهار الساحرة.. خرج طه من المركبة مذهول من الموقف ، المكان ، الناس وربما زيهم ..
قضي الكثير من الوقت داخل المركبة خائفا من ردود أفعال الناس خارج المركبة.. ولكنه استجمع قواه كلها وخرج مواجها العالم من أجل من أحب 💙 ..
سافر طه إلي الصعيد حيث قابل رجلين مزارعين وقص عليهم قصته وأنه أت إليهم من المستقبل.. في البداية لم يصدقوه حتي رأوا المركبة و الزي الذي كان يرتديه طه والمشرف الفني.. ولكنهم تسائلوا لماذا يفعل طه كل ذلك ؟ هل فقط يريد تجربة بحث علمي ؟!
في اليوم التالي قرر طه أن يحكي لهم قصة حبيبته حتي يساعدوه أن يعثر عليها.. ولكنه حين قال لهم اسم عائلتها أخبروه أنهم من اكابر البلدة وأنهم متشددون للغاية وسيعاني حتي يصل إلي ابنتهم..
استدل طه علي منزلهم الواسع ذو البلكون الواسع المطل علي أرض خضراء تخطف قلبك.. أخذ يجول بنظره حتي وقعت عيناه عليها تنظر من أعلي البلكون.. تشاهد الفتيات والصبية وهم يلعبون فالأرض ... كانت أصغر وأجمل مما عهدها ، ترتدي فستانا مزهرا ، ينساب شعرها الأسود اللامع علي ظهرها ولوهلة وقع بصرها علي طه فابتسم فرحا ، ثم قال في نفسه : أخيرا لقيتك 💖!
لم تنته رحلة طه بعد ..
#تمت
#like_love_share 😊❤
#بقلمي ✒ 🔥
- مكانُ ليجعلَك تقرأ بعيني وتشعُرُ بقلبي. - عندما تسألُكَ نفسك كيف أواجه معاركي الخاصة، لا تتعجل.. ستقرأ وتفهم جيدًا !
الاثنين، 27 أغسطس 2018
كل الدروب أعادتني إليك..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مقبرة الأحلام..
عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...
-
كثيرا ما كنت أظن أن التعبير عما بداخلك سهلا.. ولكن نسيت إن بعض الظن إثم !! إهداء للهائمين في الحياة الذين لا يعرفون كيف يعبرون عما بداخل...
-
تبدأ حياتها كوردة من الورود اللينة الرقيقة التي تنمو بحبٍ في بستان كبير مليء بالحمراء، الصفراء والبيضاء ولكنها لا تسعى لمنافستهم أو حتي إرضا...
-
عزيزي،، أعلم أن اقتحام حياة الأشخاص صعبًا تمامًا، وأنني أحتاجُ أن أطرق الباب كي تأذن لي بالحديث، لكن أخبرتني جيسيكا بيردي أن أكتب خطابًا وأ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق