يوم مثل غيرِه للجميع، الشمس مشرقة ،الناس متفائلون ، صوت المذياع يصيح والمطرب قائلًا"قلبي يُحدِثني بأنك متلِفي ، روحي فِداك عرفتَ أم لم تعرِفِ .. مالي سوي روحِي وباذِلُ نفسِه ..في حُب من يهواه ليسَ بمسرِفِ"
.. ولكن تلك اليوم لم يترُك قلبي في سلامه النَفسي، بكل ما تعنِيه الكلمة لم يترك مكاناً للراحة فيه! جعله خرابًا، جعل جداره المتين حطامًا.. أظُنكم الآن تتسائلون عن ماهية اليوم ذاك.. وللأسف فالقادم مؤلم، مؤلم كثيرًا! فعندما تكتشف أن كل ما أحببته كان مجرد هباءاً في يوم عابِر بل أكثر وأكثر.. هل ستُحِبُ ذلك اليوم؟ عندما تكتشف أن مكانَتك أقل من أقل شيء تافه.. هل ستُحِبُ ذلك اليوم؟ عندما تستيقظ مقرراً كتابة جواب طويل مليء بالكلمات الصريحة القاسية.. التي تحمل كل ما بِك من معاني وترسِلها إلي المَعْنِي ، ثم تخونك شجاعتُك وتتردد في إرساله أو حتي ربما تُرسِله ولا تجِدُ إلا تهرُبًا واستهزائًا ؟؟
.. هل ستُحِب ذلك اليوم؟ عندما تري الفراق يتفشي في جميع قلوب من حولك.. هل سيُعجِبُك الحال؟ هل ستنجرف معه؟ .. وما ذنب ساكِني قلبك؟ ما ذنبهم إذاً؟ لم يكن يدركوا أنهم وضعوا في يد من هو بلا رحمة.. بلا احساس! لا يُحِب ولا يُعطي مقابلاً ولو ضئيلاً جداً.. هل ستُحِبُ ذلك اليوم إذاً ؟ أم سيترُك في نفسك شيئاً لا يُطمس؟
لماذا كانت الكلمات بكل تلك القسوة.. وما أدراك ما مفعول الكلمات بعد فوات أوانِها، تبعث في نفسي الضيق .. فأقول كيف لمُرسِل هذا الكلمات الرقيقة أن يكون بتلك القسوة الآن؟ كيف يتحول كل ذلك التحول؟ لقد كانت تبني كلماتُك قصراً ولكنه من تراب.. مع أول موجة بحرية تهدم وبقيت الآثار فقط..
لقد احتار عقلك في إيجاد الإجابات؟ فما حال قلبك يا رفيق! هل يشعُر بالراحة المطلَقة كما يُظهر ببلاهة وحمق ؟ هل يشعر بأنه لا يفتقِد شيئاً ؟ مُطلقًا ؟ من أين أُتيتَ بكل تلك القسوة؟ أوهِبَت لَك؟ أم جفاء القلب طغي وطغي؟! أتعجَبُ من نفسي ومنك.. أتعجب من تلك اللامبالاة.. كيف نكون هكذا ؟ كيف نكون لا نُبالي؟ أو ربما كيف تكون أنت لا تُبالي؟ فأنا دائما أبالي كثيرًا.. وأتعَبُ كثيرًا وتظل أنت في مشاغِلك لا تُبالي.. فيا ليتَ بالي لا يُبالي مِثلَكَ
يا حبيبي " في آخر الأشياء نعلَمُ أننا كنا نُحب لكي نُحبُ… وننكسِر" -محمود درويش- هل وصل لك ما أعنيه الآن؟ هذه هي نهاية المطافِ يا رفيق .. ويا حسرتاه علي كل ما جمعناه من ذكرياتِ.. أضحكتنا لحظة وستُبكينا مرارًا وتكرارًا.. يا حسرتاه علي كل دمعة حُب زرفناها في غير موضعها، يا حسرتاه علي لحظات الوهم التي عشناها أنا وقلبي.. أما أنت فلم تشعر بشئ، رجاءاً من قلب أحبك كثيرًا.. وكان حُبك بمثابة كل شيء له.. يفيق علي ضحكَتِكَ ويغفو علي صوتِكَ! رجاءا إذا أحببت من بعدِي، لا تُحِب شخصًا عادياً! شخصًا مألوفًا لا يشبه تميُزك الذي كان يخطفُني ولم يعُد.. علي الأقل اهزمني بشخص أفضل مني كثيرًا، حتي أشعر بمنطقية ما يحدُث.. أرجوكَ لا تقتُلني مرتين
وأنت لا تشعر!
وها أنا اليوم أكتُب لك ذلك وأنا علي يقين ان الله صرف عني شيئاً أُحبه ..وتأسفت عليه، وانفطر قلبي علي فراقه، برغم من ذل فهو في علم الله رحمة.. رحمة ولطف ورعاية وكرم :') ما فائدة أن أكون أحبك وتؤذيني؟ فالحُب برئ من ذلك..🙃
أما أنت يا قلبي.. فلك مطلق الحرية، إن بقيت في آسره فلا لوم عليكَ ،أنت صادِقُ وأحببت بصدق.. أما أنا فلستُ علي العهد باقيةً آبدا، فروحي ليست فداءًا لكَ يا مُتلِفِي الوحيد ..
"كل شئ زائل ونحن الذين نعطيه قيمته وأهميته، ثم نتألم ونتعذب من أجل هذه الأهمية المزعومة"
- مصطفى محمود- يومًا ما سنتوقف عن العذاب هذا.. لأنه بلا فائدة.. لأنه لا هناك أهمية حقيقية ولا حتي مزعومة..
أغلقتُ ظرفي وأحكمت غلقَ قلبي قَبلهُ.. حتي لا يحفل بكَ مرة أخري ولا يبتسم لذكراكَ آبدًا .. ثم وضعت الظرف في صندوق البريد.. ربما يصل يوماً ما برغم أن وجهته حتي الآن تظل مُبهَمة.
#رنا_هشام 👋
انتي مبدعة
ردحذفشكراً جداً. ❣️
حذفانا قرأت الرسالة دي أول ما نزلت ، ولمستني جدًا ، وقعدت ادور عليها تاني لحد ما لقيتها دلوقت وأثرت فيا تاني .. انتِ فعلًا كلامك بيوصف الكلام اللي انا مبقدرش أوصفه جوايا ❤ .. ربنا يوفقك دايمًا
ردحذفشكرًا يا تسنيم الله يكرمك والله أسعدتيني. 🌸❤️
حذف