أحب أنا من حين إلي حين الاختلاء بنفسي في مكان هادئ كهذا.. أحتسي بعض رشفات القهوة السريعة.. أستمع إلي صاحبة الصوت الساحر "أم كلثوم " مترنمة ب : (ياللي مليت بالحب حياتي.. أهدي حياتي إليك..
مبقولش في حبك غير الله ..الله .. الله .. ❤🎼)
و بحوزتي قلمي ومسودتي.. وكل مرة بدون تفكير أُمسِك بالقلم لأكتب ما أُفكر فيه.. أيا كان ماهيته .. وجدتُني أتذكر مكان ما لأكتب عنه .. بشوارِعه ..بجميع تفاصيله.. ولكن تلك الشارع له رونق خاص بقلبي 🙏✨✨
كلما مررت من ذلك الشارع.. تذكرتُها "أعطاها الله الصحة وبارك فيها" ، كلما ضاقت بيا دُنياي.. تذكرتُها، كلما كان لدّي خبراً سعيداً.. طِرتُ إليها انطلاقاً لأُخبرها به أول الناس كلهم.. لأني أعلم كم تكِنُ لي من حُبٍ وحنانٍ ..
لعلكم الآن تتسائلون : ما الأمر؟ ، من تلك المذكورة؟ 🤔
- إنها جدتي.. صاحبة الفضل المُميز في كوني هكذا.. كوني بتلك الصفات.. كوني أُحِبُ الفساتين.. كوني أُحب الوجبات السريعة ذات الهدية البلهاء "KFC" لأنها كانت تصحبُني إلي هُناك منذ خمسة عشر عامًا مضوا.. وربما أكثر من ذلك 😁 .. ولكنني لم أنس آبدًا.. لم يُزيدُني العمر إلا تمسُكاً بتلك الذكريات..
حتي الحلوي التي كانت تعطيها لي.. لها مذاق خاص وفريد! إنها من يد جدتي 😍.. حتي مشاويري معها وصحبتي لها في عربيات الأجرة ذات الطراز القديم لم أنسها ابداً.. كانت تلك الحياة بسيطة، مريحة وممتعة بلا شك ✨✨🤷🏻♀..
أما عن بيتها.. فلا آمان فالدنيا ينافِسه.. إنه كالجنة الصغيرة تملؤها الورود العطرة.. ويعلوها صوت القرآن المطمئِن لها حتي الآن.. مهما تجاوزت معها بكلام بارد ، سخيف، ليس له معني لأنه كان نابعاً من تهور وتسرع.. كانت تقابله بالرضا والصبر.. وكانت لا تُبالي.. لأنها تعلم كم أنا صغيرة جدا نسبة إليها.. 🤷🏻♀
كانت جدتي في بداية عمري تقص عليا قصة غريبة.. لم تكن بتلك الجمال الذي يصوروها به عقلي.. وكانت تُعيدها كل مرة.. وأقابلها بنفس الفرحة واللهفة كل مرة وكأن الشاطر حسن قد تبدا حاله فجأة ..وكأن علي بابا لم يكن لديه أربعين حراميًا ولكنهم كانوا أولاده .. 😌🤷🏻♀
كانت تصحبُني إلي المدرسة في بداية عمري.. وأبكي كل مرة عند فراقها.. وها أنا الآن مقدِمةً علي عمر العشرين وجدتي معي ولن نفترق أبداً ..😳💜
لم أكن أشعر بحجم تلك الذكريات حتي قدر الله لها المرض.. وقضت بالمستشفي قُرابة عشرين يومًا .. وقتها شعرنا كم تُمثِل لنا من أهمية كبيرة.. شعرنا أن بيتها بدونها لا يعني شيئاً.. وأنه مجرد مكان يحوي بعض الاثاث والاجهزة.. بلا روح !
عادت إلينا بفضل الله تعالي وعاد إلينا سلامنا واستقرارنا وهي حولنا 🙏❤..
أنهيتُ الكتابة ومازلت استمع إلي ام كلثوم.. فمتي يُردُ إليّ وعيي؟ 👀🤔💟
"للأمانة الشديدة فكرة الكتابة عن ذكريات الماضي مع الجدة قد ألهمتني إليها صديقة لي.. لكي تحتفظ بتلك الكلمات لتضُمُها إلي ما قد سبقها من ذكرياتٍ... ولكن ذلك لا ينفي أن كل التفاصيل تُعبِر عني كُليًا 💟✨😇"