صباحًا، كنتُ متجهة إلي مدرستي أسيرُ في سلامٍ حتي داهمتني تلك الصغيرة لتقطع تسلسل أفكاري المزدحمة بالأشخاص، المهام وحياتي ذات المائة مسار. ضربت علي كَتفي بقوة فاترة؛ تكاد تشعر بها طفيفًا، لكنها بقوتها الفاترة تِلك قد فعلت ما عجز عن فِعله الكثيرون. لقد هدأت من روعي وتشتُتي، وأخبرتني أن الله معنا حيثُ كُنا وأن أي صعوبات سنواجهها هي مجرد أسبابٍ لزيادة الأجر. لم أدري كيف هدأت من روعي وفي الوقت ذاته دعتني لأبكي من أعماقِ قلبي، أبكي وكأن كل شيء فالعالم يستحق البُكاء، وكأنه لم يحدُث معي شيئًا واحدًا صحيحاً وجميلًا، بكيتُ حتي كادت دموعي تكون أنهارًا سائلة كمثل ذلك النهر الذي أسير بجانِبه. ولكن كيف لتلك الصغيرة أن تُفجِرُ كل ما بداخلي هذا؟ كيف أصبحتُ أنا بتلك الهشاشة؟ أقسِمُ أن تلك الصغيرة ليس لها ذنباً؛ الذنبُ كله ذنبي أنا؛ فأنا من جعلتُ تلك الأشياء الصغيرة تتراكم وتتراكم حتي جاء سببُ أبله ليفجرُها وربما تكون هي سبباً جميلاً في راحتي، كما يُجعلها الله سبباً في أشياءِ كثيرة رحيمة.
رسالتي إلي "قطرة الماء" التي سقطت علي كتفي صباح اليوم، أشكُرك وأودعك على أملٍ أن أراكِ ثانيةً.
#رنا_هشام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق