الثلاثاء، 11 فبراير 2020

حدثَ بالفعل!

رأيتهما بعيناي ولكنهما أخترقا طيات قلبي بقسوة، جعلوا مشدهما محفورًا في ذاكرتي لبضع ساعاتٍ وذلك معجزة؛ لأنني أمتلك ذاكرة مثل السمك ورُبما أقل منهم كفاءةً. كانا قادمين علّى من بعيدٍ وكانت الأُنثي عابسة الوجهِ تنهالُ دموعها كالسيلِ المنهمر، كان وجهها شديدَ الحُمرة مما جعلني أكادُ أبكي لها.كان رفيقُها يمسك بيدها بقوة؛ شعرتُ وكأنه يربُط علي قلبِها وليس يداها فقط.شعرتُ وكأنه الأمان الوحيد.. وهو يدرِكُ ذلك ويقدره جيداً. تشبُث اليدين يبعَثُ في نفسي الهدوء، حدثتني نفسي : ربما هو سبب دموعها! قلت لا بأس، ولكنه لم يتركها تبكي وتمضي وحدها!  
نظرتُ في عينيها سريعة فلمحتُ خجلاً من بكائها فصرفتُ نظري سريعاً وأكملتُ طريقي..  
ولكني وددت أن أُخبرها أنني كثيراً ما بكيتُ في الطرقاتِ ورآني المارة ولم أخجل أبدًا، كثيراً ما انفجرت دموعي لتكشف عن شيئاً ما بداخلي قد انكسر.. ولم أخجل ولم أُجبر دموعي أن تنضب. 
كم بكيتُ وحدي يا عزيزتي ولم أجد من يربُط على يدي وربما على قلبي أيضاً. 
الدموع ليست شيئاً مُخجلًا ولكنها القوة.. كل القوة!  
#رنا_هشام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...