كم فرطنا في قلوبنا! كم زرفنا من مشاعر أصبحت فانية! كم كان الحب كبيراً! كام كان الدفئ محيطًا! كم كان كل شيء مثالياً! كم كنا سُذَّج بما يكفي لنُخدَع! كم هلعنا من فكرة الفراق حتى ذقناه! كم قضينا مواقف شعورية قاسية حتى أصبحنا خاويين!
يجبُ أن نعترف أن الفراغ قد تمكن منا يا رفيقي، فأخذ مكانك لدّي فأصبحت أنا والفراغ رفيقين؛ لست أدري ماذا أشعر.. لدرجة تجعل الكلمات تتلعثم بداخل فمي آبية أن تخرج، والحروف -ياويلتي- منها.. مبعثرة متمردة علي كاتبتها.. تأمل برجوع النور مصحوباً بالأمل.
تدري.. تلك الآمال الفانية المهلكة! أتزورك؟ كم تثبط من عزائمنا! كم تُشعرنا أن كل ما مشيناه في طريق الرحوع فاني.. لم يؤت أدنى فوائده..
فها نحن الآنَ نكتب للغائبين ونذكرهم رغم اليقين أننا منسيون شر النسيان، لم يُكتَب لنا حرفًا في وجودنا المؤثر.. فكيف تجرؤ قلوبنا علي تمني من يكتب لنا الآنَ؟ نحنُ المنسيون دائماً..
والآنَ ما يُحير حقاً أنه مازال في النفسِ خلجات موحشة، تتردد يوماً بعد يومٍ لتزور قلوبنا الخاوية المغلفة بالأمل. نعلم جيداً أننا مازلنا نشتاق وتشهد علينا حروفنا.. تدري.. من ينسى عزيزاً حقاً لا يكتب متأثراً به ولو سهواً يا رفيقي..
ليتنا لم نكن منسيين.. ليتنا لم نكن منسيين.
سنحيا حتى الموت بطموحاتنا البسيطة.. كم صعباً أن يشقى المرء بطموحه! كم صعباً أن يشعر الإنسان أنه غير جدير بما يطمح! إن طموح معذب لصاحبه.. ولكنه خير لم من أن تكون منسي وبلا طموح معًا..
يا رفيقي إن أردت الاهتمام فأمسك بقلمك وأصحبه في رحلة بين الأوراق لتخبره فيها كم قوياً ممسكه! كم يسعي في خطواتٍ مشرفة ليتعافى! كم يسعى لكي لا يكون منسياً! مثلي الآن تماماً..
وسيظل عزائي أن الله لا ينسي من يناجيه فلا حاجة لنا بما يفعله البشر..
لا تنس أن تعيش بين أوراقك لتنسى كم أنت منسي!
تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ
تُنْسَى كمصرع طائرٍ
ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى،
كحبّ عابرٍ
وكوردةٍ في الليل .... تُنْسَى
أَنا للطريق...هناك من سَبَقَتْ خُطَاهُ خُطَايَ
مَنْ أَمْلَى رُؤاهُ على رُؤَايَ. هُنَاكَ مَنْ
نَثَرَ الكلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكايةِ
أَو يضيءَ لمن سيأتي بعدَهُ
أَثراً غنائياً...وحدسا
تُنْسَى, كأنك لم تكن
شخصاً، ولا نصّاً...وتُنْسَى
الأبيات ل : "محمود درويش"
-الفكرة مش في إنّ فيه حد بيبقي عايز ياخد مجهود حد لكن الفكرة بالنسبالي بتتلخَّص في إنِّي ببقي مهتم بلون مُعيّن في القراءة قد يكون لون يغلب طابعه الشجن فببقي عايز أستفسر عن كتب جديدة من كتَّاب آخرين قد يعجبني أحدهم وأقدر أحقَّق الإنصاف بين ذاتي المُهلَكة وقراءاتي المُهلِكة. بالتوفيق👏🌹
ردحذفمش فاهمة حضرتك بتتكلم بخصوص إيه! أرجو التوضيح.
حذفأنا ماقصدتش إطلاقا إنّك بخيلة بمجهودك إطلاقا إطلاقاً ... كل ما قصدته كان إيضاح فكرة ايه اللي يخلِّي شخص يطلب رأي شخص آخر في قراءاته وخصوصا لو كان كلاهما محباً للقراءة والكتابة ... لم أقصد بكي السوء إطلاقاً فالمغزي من كلامي باختصار شديد هو "تبادل الثقافات" بعتذر اعتذاراً شديد اللهجة علي المعني الخاطي الذي وصلك من تعليقي السابق.
ردحذفاعتذارك مقبول، وأنا مش بمانع خالص تبادل الثقافات، برحب بيه جدًا كمان.. ومراجعاتي للكتب السابقة هتلاقيها هنا في المدونة وهناك في القناة.. لحد ما ان شاء الله يكون في قراءات جديدة ومراجعات جديدة.
حذفأشكُرك .
حذف