الخميس، 11 فبراير 2021

منذ أعوامٍ مضت، عقب امتحان الكيمياء.. ‏

"مشهد بقلمي" 

منذ أعوامٍ مضت، عقب امتحان الكيمياء.. 

كانت جالسة في المقعد الخلفي للسيارة، تبكي والدموع تنهمر على وجهها وبكثرة. فالتفت الأبُ ورأها تبكي؛ فسألها.. ماذا بك يا بُنيتي؟
وتبعته الأم قائلةً: ألم تجيبي سؤال تجربة قطعة القماش؟ 
فردت قائلةً: بلى، لقد أجبته صحيحًا ولكن يصيبُني التوتر من الامتحان ككلٍ وأيضًا أخشى ألا أحصل على النسبة التي أردتها وألتحق بالتخصصُ الذي أُحِبُ.. 
رد الأب: وما فائدة البكاء، هل سيجعلنا نحقق ما نريد؟
ثم سألها: كم تتوقعين أن تحصلي؟ 
فقالت في ضيق ملحوظ: ربما ستة وتسعون بالمائة أو أكثر قليلًا. 
حينها ضحك الأب وقال: معدل مرتفع جدًا يا بنيتي فلِم البكاء؟ سيرزقك اللّهُ ماهو خير فحسب.. 

ومرّت الأيامُ ولم تحصل الفتاة على هذا المعدل حينها ولم تحصل على درجات تلك التجربة في الكيمياء لأن مصحح الأوراق لعبت السجائر برأسه الأحمق السفيه وقرر أن يعطيها صفرًا جميلًا.. 

أنا تلك الفتاة، صاحبة الدموعِ.. 
ولكنها حينها لم تكن أنا، ولم تكن تستطع أن تكتب حرفًا واحداً مما قرأته الآن يا رفيقي، ولكني والله أحسدها جدًا، لأنها على الأقل حينها كانت تدري ماذا تحب وماذا تريد. 

#رنا_هشام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...