في مثل تلك الأيام في الأعوام السابقة، كُنا نلتَف حول (جدتي) في منزلها، ونراها وهي تُحضر لنا كل ما لذّ وطاب من أجلِ قدوم العيد. ذرة الفشار، فول السوداني، الحلوى، الشوكولاتة، الترمس والحمص.. بالإضافة إلى اللحوم والفتة وتلك الأشياء التي لا تقرب فمي أبدًا..
حتى ذلك العيد الماضي، عندما كنتُ أنا وأسرتي نعيش في حجرٍ صحي، لا نرى الشارع إلا في رحلتنا للذهاب للمشفى فقط.. أرسلت لنا العديد من الحلوى، الشوكولاتة، الكحك و البسكوت.. وكانت تبكي وبشدة وتقول.. يعني سبتوني كلكم؟
الآن، أقول أنا.. أنتِ من تركتينا، لنكتشف أننا جميعًا لا شيء، وأننا من كُنا نحتاج الحب والرعاية وليس أنتِ..
ولازلت أتذكر أخر مرة حظيتُ فيها بسماع صوتها بالهاتف، وكنتُ فعلاً متعبة، وحرارتي مرتفعة قليلاً.. قالت لي: مش بتكلميني معاهم ليه؟ انتِ تعبانة اوي وهما مخبيين؟
سنرسل لكِ باقات الحبِ والدعاء، وسننتظر أن تُعطينا من حلوى الجنة عندما نلقاكِ، حيثُ لا شقاء ولا مرض، سلامًا جميلًا. ❤️
#رنا_هشام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق