السبت، 18 يونيو 2022

نهاية الرحلة..

نظرة واحدة للخلفِ أصبحت مخيفة جدًا، ترى لقطات سابقة من حياتك ولا تصدق أنك الذي قد مررت بكل هذه المحطات، وعبرتها وحدك بنجاح، لم تمر تلك اللقطات بهذا السلام؛ فقد تركت فيك ندوبًا لا تشفى، وأصبحت الآن شخصًا يُعطي الأشياء بعض النظرات السوداوية، ولا تريد أن تسمع أحدًا يسرد لك أحلامه الضائعة، حتى لا تستعيد شعورًا قضيت سنوات تنساه أو فقط تحاول.. 
يقول أصدقائي أنني قد تغيرت كثيرًا منذ أول يومٍ عرفوني فيه. أصبحت شخصًا جديدًا، بسمتقبلات حسية أُخرى، غير التي وجدوها سابقًا. وأما أنا.. فلا أعلم ماذا قد تبدل وتحول، لا أرى سوى أنني أصبحت هشًا سريع التأثر، سريع الانفعال، رأى من الحياةٍ ما قد أفرحه يومًا ثم أحزننه كثيرًا. 
يومي الأول في الكلية لم يكن رائعًا ولم أكن شخصًا جذابًا كما رأى أصدقائي، كنت شخصًا كئيبًا، محطمًا بعض الشيء، لا يعلم لماذا هو هنا، أو ماذا سوف يفعل.
كنت أنوي ألا أحضر، وألا أذاكر، ولكني لم أستطع أن أكون هكذا، فعل يخالف شخصيتي وطبيعتي، حاولت أن أجد ما أُحبه وسط كل هذه الأشياء التي لا أحبها، وأصبحت أتواصل مع الأساتذة، أعرفهم ويعرفوني، ويحبونني لدرجة تجلعهم يسألون عني حين أمرض أو لا أحضر، يسألونني ماذا فعلت في الامتحان وكيف أرى مستواه وما واجهت من صعاب، نعمة كبيرة أحمد الله عليها كثيرًا، ولم أكن أتوقعها مطلقًا. نويت أن أكون شخصًا مهمشًا ولكنني قد أصبحت كل شيء ممكن إلا أن أكون مهمشًا. 
وها أنا هنا، أحمد الله كل يومٍ أنني هنا، لأني قد عرفت ذاتي أكثر، وتحررت من القيود، وعرفت أنني سأنجح في أي مكانٍ، مادام الله معي، يرعاني ويتولاني. 
أشعر بالامتنان لكل من شاركني الرحلة، وساندني بفعل أو قول. 😇

#رنا_هشام

هناك تعليق واحد:

  1. الف مبروووك وبالتوفيق في اللي جاي ان شاء الله 🙏

    ردحذف

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...