دائمًا تخطَف قلبي الخطابات التي تبدأ ب "عزيزي .... " لكنني لا أعلم لكَ اسمًا، ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، وأكتب إليكَ نصًا يبدأ بها، لذا سأقول، عزيزي فحسْب، صاحب العمرِ ورفيق الدربِ، عساكَ بخير في مكانك الآن، تنعَم بالحياة التي تتمناها، تعمل في وظيفة أحلامك، تنام هاديء مطمئن، لا تفقد شيئًا يؤرقك في ليلك. أقول في عقلي، لعلك تفقدني، لكنك لا تعلم شيئًا عني؛ فلا أظن أنك تفتقدني. لكنني هنا -أيضًا- لا أعلم عنكَ شيئًا لكنني أفتقدك كل يوم أكثر مما قبله. أفتقد جمال المشاركة وروعة الأحاديث، أفتقد يدينا وهي تتشابك وتتماسك ونحنُ نتسكع في شوارع المدينة، أفتقد كل شيء جميل قد نتشاركه سويًا يومًا ما. أفتقد حياة هادئة تتمحور حولك وعنكَ. أما عن حياتي الآن، فهي لا تشبهني أنا، لا تتمحور عني، لا أصل إلى وظيفة أحلامي، ولا أنام هادئة، ولا شيء مما أريده يحدث؛ وكأن الحياة تلاعبني كل يومٍ، تُعطيني أملًا وسرعان ما تسحبه مني. وأظل أتسائل لماذا تجعلك الحياة ترى الأمل إن كانت سوف تأخذه منك بعدها؟ لماذا تُريك جمال النور إن كانت ستقضي عليك أن تعيش دهرًا في الظلام. أنا لا أملك إجابةً أكتبها إليكَ. لكنني أعلم أننا حين نلتقي سنعيش دهرًا متمتعين بالنور، وسنلاحق الأمل سويًا. نسبقه تارةً ويسبقنا تارةً أخرى. إن سألتك نفسكَ متى اللقاء، قل لها ملتقانا غدًا. حتمًا سيتلاقى طريقي وطريقك. وسألقاك، وحينها سأنفض عن عاتقي الخوفَ، فقط عندما ألقاكَ.. أما الآن.. فيا خوف فؤادي من غدٍ.
#رنا_هشام