الاثنين، 20 مارس 2023

ملتقانا غدًا..

دائمًا تخطَف قلبي الخطابات التي تبدأ ب "عزيزي .... " لكنني لا أعلم لكَ اسمًا، ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، وأكتب إليكَ نصًا يبدأ بها، لذا سأقول، عزيزي فحسْب، صاحب العمرِ ورفيق الدربِ، عساكَ بخير في مكانك الآن، تنعَم بالحياة التي تتمناها، تعمل في وظيفة أحلامك، تنام هاديء مطمئن، لا تفقد شيئًا يؤرقك في ليلك. أقول في عقلي، لعلك تفقدني، لكنك لا تعلم شيئًا عني؛ فلا أظن أنك تفتقدني. لكنني هنا -أيضًا- لا أعلم عنكَ شيئًا لكنني أفتقدك كل يوم أكثر مما قبله. أفتقد جمال المشاركة وروعة الأحاديث، أفتقد يدينا وهي تتشابك وتتماسك ونحنُ نتسكع في شوارع المدينة، أفتقد كل شيء جميل قد نتشاركه سويًا يومًا ما. أفتقد حياة هادئة تتمحور حولك وعنكَ. أما عن حياتي الآن، فهي لا تشبهني أنا، لا تتمحور عني، لا أصل إلى وظيفة أحلامي، ولا أنام هادئة، ولا شيء مما أريده يحدث؛ وكأن الحياة تلاعبني كل يومٍ، تُعطيني أملًا وسرعان ما تسحبه مني. وأظل أتسائل لماذا تجعلك الحياة ترى الأمل إن كانت سوف تأخذه منك بعدها؟ لماذا تُريك جمال النور إن كانت ستقضي عليك أن تعيش دهرًا في الظلام. أنا لا أملك إجابةً أكتبها إليكَ. لكنني أعلم أننا حين نلتقي سنعيش دهرًا متمتعين بالنور، وسنلاحق الأمل سويًا. نسبقه تارةً ويسبقنا تارةً أخرى. إن سألتك نفسكَ متى اللقاء، قل لها ملتقانا غدًا. حتمًا سيتلاقى طريقي وطريقك. وسألقاك، وحينها سأنفض عن عاتقي الخوفَ، فقط عندما ألقاكَ.. أما الآن.. فيا خوف فؤادي من غدٍ.

#رنا_هشام

الأربعاء، 15 مارس 2023

إلى الأفضل -الذي لم يأت بعد- أنا هنا في انتظارك

وعدتُ نفسي ذات مرة أنني لن أكتم شيئًا أشعرُ به قط، ولكنني كل يومٍ أنقض العهد، وأسير مُحملةً بأشياء لا أقولها، ولا أحكيها؛ لأنني لا أعرِف ماذا أقول، ولا كيف يصيغُ المرء خيباته، كيف يضعها في سطورٍ منمقة ليقرأها الناس كما يقرأون الأخبار غير الهامة. كيف يبتذل المرء ما يشعر في سطور مصمتة لا تحوي شعورًا. كيف يجمع المرء دموعًا بداخله دون أن تنسكب. كيف نعيش ونحن نتحسس من أقل الأشياء. والأهم من كيفية العيشِ، هي كيفية الموتِ.. كيف نموت ومازلنا نملك أحلامًا لم تُحقَقْ. اليومَ لن أنقض عهدي مع نفسي، وسأقول ما أشعر، سأفُصح أنني لم أشعر يومًا أنني بذلت جهدًا كافيًا لنيل شيءٍ أحبه، لطالما هربت مني الأشياء بقدر سعيي إليها. الآن أشعر أن لا جدوى من السعي ولا أهمية للنضال. مادمنا هكذا مكبلين في المكانِ ذاته. لا نتقدم خطوة واحدة. 
اليوم لن أخفي أنني شخص متناقض، أشعر بالشيء ونقيضه. أجلس لأكتب، أدرس وأبكي على مكتبي وأنتهي لأنظر على هذه اللافتة أعلى المكتب، تحمل عنوانًا جميلًا: (الأفضل لم يأت بعد).. 
أنظر إليها في صمتٍ ولا أملك ما أقول سوى أنني وثقت بالله أن الأفضل سيأتي، وأن رحمته وسعت كل شيء وأنا شيء، فستشملتي رحمته. 

إلى الأفضل -الذي لم يأت بعد- أنا هنا في انتظارك. 

#رنا_هشام

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...