وعدتُ نفسي ذات مرة أنني لن أكتم شيئًا أشعرُ به قط، ولكنني كل يومٍ أنقض العهد، وأسير مُحملةً بأشياء لا أقولها، ولا أحكيها؛ لأنني لا أعرِف ماذا أقول، ولا كيف يصيغُ المرء خيباته، كيف يضعها في سطورٍ منمقة ليقرأها الناس كما يقرأون الأخبار غير الهامة. كيف يبتذل المرء ما يشعر في سطور مصمتة لا تحوي شعورًا. كيف يجمع المرء دموعًا بداخله دون أن تنسكب. كيف نعيش ونحن نتحسس من أقل الأشياء. والأهم من كيفية العيشِ، هي كيفية الموتِ.. كيف نموت ومازلنا نملك أحلامًا لم تُحقَقْ. اليومَ لن أنقض عهدي مع نفسي، وسأقول ما أشعر، سأفُصح أنني لم أشعر يومًا أنني بذلت جهدًا كافيًا لنيل شيءٍ أحبه، لطالما هربت مني الأشياء بقدر سعيي إليها. الآن أشعر أن لا جدوى من السعي ولا أهمية للنضال. مادمنا هكذا مكبلين في المكانِ ذاته. لا نتقدم خطوة واحدة.
اليوم لن أخفي أنني شخص متناقض، أشعر بالشيء ونقيضه. أجلس لأكتب، أدرس وأبكي على مكتبي وأنتهي لأنظر على هذه اللافتة أعلى المكتب، تحمل عنوانًا جميلًا: (الأفضل لم يأت بعد)..
أنظر إليها في صمتٍ ولا أملك ما أقول سوى أنني وثقت بالله أن الأفضل سيأتي، وأن رحمته وسعت كل شيء وأنا شيء، فستشملتي رحمته.
إلى الأفضل -الذي لم يأت بعد- أنا هنا في انتظارك.
#رنا_هشام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق