الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

زي الهوى يا حبيبي.

عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ الآن.. أينما كنت وأينما حللّت. تمر الأيام صعبة جدًا. كل فقرة في يومي تتسم بصعوبة أصعب مما قبلها. لا شيء يأتي بسيطًا هادئًا مثلي في كل شيء ماعدا رسائلي الطويلة إليكَ. لا أخفيك سرًا حتى تلك الأحاديث الطويلة تكون صعبة جدًا وهي تُكتَب إلى شخصٍ مجهول. أكتب لكَ وأسمع في أذني أغنية. يتزامن اللحن مع الكلمات ليقول لي: ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي ليس لها عنوان!
يا إلهي! أليس هذا هو ما أقوله؟ هو شيء صعب حقًا. لكنّي أقول غدًا سأعرف العنوان، غدًا لن أكتب لشخصٍ مجهول، غدًا.. غدًا.. غدًا.. عشرة آلاف غد!
ولكن دعني أقول أن بالأمس حدث شيءٌ بسيط وسهل مثلي. ركبت حافلة خاوية، تأخذني إلى مكان عملي تمامًا بالضبط. جلست في كرسي ملاصق للنافذة؛ أحب رؤية الناس والشارع. أحب أن أعيش معهم في حكاياهم. وددت ألا أخوض الرحلة وحدي. صدقًا كنت أشعر أنك معي، ولأول مرة. كان الكرسي المجاور لي دافئًا، هل كنت جالسًا عليه؟ أثناء الرحلة أدرت أغنية في سماعتي، وامتزجت الوجوه بالموسيقى، أرى وجوهًا لا أعرفها وأسمع مطربي المفضل وهو يقول "زي الهوى يا حبيبي.. زي الهوى.. وآه مالهوى يا حبيبي.. آه مالهوى" وددت لو نظرت في وجهك -الذي تملؤه ابتسامتك- وقُلت "زي الهوى يا حبيبي.. " لا ترتاب يا عزيزي.. اعلم أنك لست هنا، وهذا هو طيفك فحسْب. وبقيت هكذا على هذه الحالة طول الطريق، أتمتع ببرودة الجو، بالأغنية وبصحبتك في أغنيتي.. "ومشينا يا حبيبي والفرح يضمنا.. ونسينا يا حبيبي مين أنت ومين أنا.. حسيت إن هوانا هيعيش مليون سنة.." كم أتمنى ألا تفنى اللحظة التي ستجمعنا؛ حينها فقط سيدوم حبنا مليون عامًا. كم تمنيت أن تطول الرحلة، ولا أصل لعملي بهذه السرعة، ولا أصل لنهاية أغنيتي، ولا ألتفت للكرسي المجاور لأجده فارغًا -حتى من طيفك- وباردًا كبرودة كل شيء أعيشه وحدي.. ومضيت في طريقي وأنا أكمل أغنيتي..
"و في لحظة لقيتك يا حبيبى زى دوامة هوا..
رميت الورد طفيت الشمع يا حبيبى..
و الغنوة الحلوة ملاها الدمع يا حبيبى.. وفي عز الأمان ضاع منى الأمان..
و اتارينى ماسك الهوا بإيديٌا ماسك الهوا.. "
عزيزي -الذي لا أعرفه له اسمًا- عندما تكون على الكرسي المجاور لي، أرجوك أن تُسمِعُني أغنية أخرى. أغنية لا يعرف لحنها الحزن.

#رنا_هشام

هناك تعليق واحد:

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...