عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ الآن.. أينما كنت وأينما حللّت. لقد أتت الإجازة الأسبوعية، خبرًا سعيدًا أليس كذلك؟ ربما تعلم أنني تساءلت كثيراً في خطابات سابقة عن وظيفتَكَ، هل تتسم بالصعوبة التي تتسم بها وظيفتي؟ أم لها طابع خاص بها وبك؟ أعلم أنه سؤالًا تافهًا؛ لكنني لا أفعل شيئاً سوى ذلك. ربما أشعر أن ما يميز الإنسان هو ما يفعله كل يومٍ، وما يختار أن يُكمِل حياته فيه. لأنني مؤمنة أن اختيارات الإنسان تنعكس على كل شيء في حياته، حتى ملامح وجهه؛ لا تُترك على حالها.
دعني أفتعل معكَ امتحانًا مفاجئًا، هل تتذكر السنة الماضية عندما كتبت عن وظيقة الأحلام؟ وقلت أيضاً أنني في طريقي لخسارة كل شيء وأي شيء في سبيل التمسك بوظيفة الأحلام. ربما هذا ما قطعني عن الكتابة أيامًا وأيام. وأيضاً قطعني عن كل شيء كنت أحبه وأفعله بصدق.. نعم؛ لقد فصلتني وظيفة الأحلام عن الواقع، وأبحرت بي في البحر الميت.. هل تسأل نفسك لِمَ أكتب الآن؟ وما هذا الحماس الذي يُحرك تلك الفتاة ويدفعها فجأة لتكون ثرثارة هكذا؟
نعم، لقد أفلت يدي من حبال وظيفة الأحلام، منذ أسابيع، ولا أعلم حقًا لِمَ تمسكت كل هذا؟ ما المقابل؟ هل كان يستحق هذا النضال حقًا؟
لا أرى أن المقايضة كانت عادلة، خسرت أشياء كثيرة مقابل اللاشيء يا صديقي. أتمنى ألا أكون مررت بجانبك يوماً ثم أعمتني عنك وظيفة الأحلام.
سأكتب إليكَ دومًا، يداي الآن محررتان من قيود مقبرة الأحلام.. عفوًا أعني وظيفة الأحلام.
إلى اللقاء.. ❤️
#رنا_هشام