أيامنا الحلوة آتية، حتمًا آتية، لا أعلَمُ أين، لا أعلَمُ كيفَ، لا أعلَمُ أي شيءٍ سوى أنها آتية لا محالة..
وأن من شملَنا برحمته كل تلك السنوات؛ لن يتركنا فيما هو آتٍ، لن يُضيعَنا، لن يكتُب على أنفسنا ما نكرهه إلا لحكمة لا يعلمها سواه.
عشرون عامًا فقط، ولكني أشعر أني قد عشتُ كثيرًا جدًا، ولكن هذا الكثير لم يكفي لما أريد تحقيقه في تلك الحياة القصيرة، أحسب نفسي شخصًا طماعًا في طموحه، دائمًا يريد كل شيءٍ يجعله مميزًا وجميلًا في آنٍ واحد.
لا يعنيني ما خسرناه ذلك العام، فقد جمعته في دفتر ذكرياتي مع أخوته الماضيين من قبل وأحكمتُ غلقه للأبد، أشعر أنني لا أملك طاقة أخرى لأُبددها في الحزن على فقدان الأشياء، لا تظن أن ما فقدته كان عابرًا.. بل والله كانت كل الأشياء تحتل قلبي وبشدة؛ ولكنني لست أملك القدرة السحرية في التمسك بأقدار لا تخُصني، ولن تكون أقداري.. ربما علّي أن أدع الأشياء تأتي وتذهب لأودعها بابتسامة ودمعة.
مازالت تؤرقني فكرة التقدم في العمر، لا أعلمُ ماذا سأفعل عندما أصير شخصًا ناضجاً كبيرًا، ربما صرتُ؟ لا أهتم..
أيضًا لا أعلم ماذا سأفعل بعدما أتخرج، ماذا سأعمل، وهل سيروق لي وضعنا الجديد؟
أشعر أنني أُريد أن أظل طفلة أبي وأمي المدللة، لا أُريد أن أكون شيئـاً سوى ذلك، فلا ترهقني بالسؤال عن خططي القادمة عملياً أو ربما أدبياً أيضًا.. لا أعلم ماذا سأفعل في الساعة القادمة، فتظنني أملك خطة إستراتيجية بحتة؟ أو خارطة للطريق؟
حتمًا أريدها ولكن لا أملها.
لا أُريد شيئًا في عامي الجديد سوى أن أترك أثراً جميلًا بما أفعل، أقول وأكتب، عسى أن يتقبله الله مني ويرفعني به درجة في جنته، وأن أتقبل ما يفعله الله لنا بسلام نفسي ورضا.
ولتعلم نفسي الصبورة أن أيامي الحلوة آتية، ويتبعها الرفيق المخلص.
#رنا_هشام