كلما أفوق من الوهمِ، وأعود لوعيي، يخطر ببالي ما حدث لنا، أشعر بفداحة الحياة؛ تُرهقنا بشتى الطرق، تُدخلنا في مساراتِ لا نريدها ولن نريدها حتى ولو بلغنا مائة عام. ولا نكتفي بهذا فقط، بل تأخذك عجلة الأحداث بسرعة جامحة، لترى أنك قبل أسبوع واحد.. كنت تملك بيتاً وأسرة، لا يشوبهم المرض، ولا يوجعهم قلب على فراق أغلى ما كان لديهم.. منذ أسبوع واحد كنتُ انتظر الشفاء والعودة للحياة، لأنني أعلم أن هناك حياة، وأن التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة اللي كنتُ أعيشها مع جدتي ستظلّ باقية، وسأذهب لأجدها كما تركتها، جالسة تنتظرنا..
ولكن الحياة سريعة بشكل فادحٍ وموجِع.. تركتنا ورحلت ونحنُ غائبون وبعيدون.. حتى تلك الأيام الأخيرة.. لم نظفر برؤيتها كما اعتدنا.
ولكن الحياة فادحة يا رفيقي، ولا يستأذنك الموتُ ليأخذ الغالي، ولا يستأذنك ليكدر حياتك بتفاصيل صغيرة لن تراها ثانيةً، كانت لديك قبل أسبوع واحد فقط.. ولكن الآن.. أنت مشتت، لا تدري حقًا ماذا بقي لك بعد كل هذا العبث.
يمتلأ قلبي بعتابات كثيرة للحياة، وبمشاعر فياضة تُريد أن تُكتَب.. ولكني كلما بدأتُ لا أستطيع، سوى قول إن الحياة فادحة.. ولن نصبح أصدقاء أبدًا..
#رنا_هشام