الاثنين، 13 ديسمبر 2021

نعم، أنا لستُ روبوت.

في وقت ليس كوقتنا الآنَ، كنتُ أكتب بحرية وشجاعة، والكلمات تنساب بين أصابعي سهلة منمقة، أعلم ماذا أُريد أن أقولَ تحديدًا، وأجدُ طريقًا واضحًا أسلكه لأقول ما أريد. لكن الآنَ.. بات كل شيءٍ مختلفًا غريبًا، والكلمات جافة جدًا، عاجزة عن وصفِ ما أريد، والطريق حالك جدًا، لا أرى فيه أملًا للمُضي.. ولكنني لا أملك طريقًا راجعًا، وكأنك لا تملك طاقة؛ فلا أنت قادرٌ على السير نحو النهاية، ولا تعرف أين تجدُ بداية الطريق، عندما كنت حرًا طليقًا.. ترى أنه ليس عدلًا ما يحدث معك بشتى الطرق، وكأنك تزرع وردًا وتحصد شوكًا جارحًا، وبلا حول منكَ ولا قوة تجدُ نفسك تعتزل العالم وتعيش صامتًا، لا تتكلم ولا تكتب، لأنك في الحالتين تُرى وكأنك إنسان آلي.. ليس لديه قلب يشعر كما يشعر البشر، فلا شيء سوف يغيره، ولكنني أرى كل التفاصيل الصغيرة، وأُلاحظ ما لا يلاحظه الجميع، وأُوهم نفسي أنني لم أحزن وأنه موقف صغيرٌ وقد مضى.. ولكني أجد نفسي أشحن نفسي بالطاقات السلبية الناتجة عن تلك المواقف الصغيرة، حتى يأتي علّي وقتٌ أريد أن أفعل فيه كما يفعل الأطفال.. يجلسون ويبكون.. على كل شيء، لا يعجبهم شيء ولا يرضيهم شيء. وددتُ ألا أقطع فترة انقطاعي عن الكتابة، وأن أعود عندما أكون قادرة على الكلامِ ولكنني رأيتُ أنه ليس عدلًا أن أحمل طاقات مُطمئنة للجميعِ ولا أجدُ عبارة واحدة تُشعرني بأن هناك ما يستحق المحاولة، ويستحق الحياة. ليس عدلًا أن أخرج بالوجه الباسم البشوش وأنا أحمل كل طاقة الغضب تلك.. وأخيرًا أعلم آسفةً أننا لن نستطيع تغيير الآخرين.. ولكننا نستطيع ألا نتقبلهم هنا مرةً أُخرى، لأننا نستحق أن نكون بخيرٍ ونستشعر الخير المُحيط بنا. 


وللحديث بقية.. 


#رنا_هشام 

هناك تعليقان (2):

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...