الخميس، 27 يناير 2022

هل أنت واثقة؟

كان قد أوشك على الخروجِ من المنزل قبل أن يلتفت ويُلقي علّي سؤالًا قائلًا: هل أنتِ واثقة؟ ثم ألتفت ومضى، وكانت آخر كلماتٍ أسمعها من ثغره الذي طالما اعتدته باسمًا. 

أخذ عقلي يُفكِرُ كثيرًا، يُعيد الجملة على مسامعه مرارًا وتكرارًا، لا يعلم الإجابة؛ وكأنها لم ترِد بالقاموس، لم نراها من قبل، لا أعلم إن كنت واثقة مما أفعله أم لا، لا أعلم هل ستؤدي محاولاتي إلى طريقٍ أرجوه أم لا، فأنا كمثل أي إنسان يُحاول، يسلك طرقًا لا يعرف نهايتها، يحفر في صخرًا صلبًا لعله ينصاع معه، أنا كمن فقد الوِجهة ثم مضى يُجرِبُ حتى يجد وجهته بنفسه، كان عقلي يضج بالردود غير المنطقية كلها، يختلق المبررات الكثيرة ليُرضي فضوله، وليجد إجابة للسؤالٍ ولكني أخيرًا جففت دموعي السائلة وقلتُ في قرارة نفسي: أرجوك أبق قليلًا هنا، أحبُكَ وأحاول من أجلكَ ولكنك لا تعلم، أنتَ لا تفهمني ولن تفهمني مطلقًا، كان لدّي الكثير لأُخبرك، لكنك لم تبق في العمرِ سوى قليلًا. 


#رنا_هشام 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...