حديث طويل مع العام الحادي والعشرين.
(١)
كنتُ كل عامٍ أكتب نصًا منمقًا، أنعي فيه هموم العام السابق، وأتمنى ألا تتكرر مآسيه مرةً أُخرى، ولكن هذا العامِ لم أفعل، حتى هذه الكلمات ارتجالية جدًا، لا أعرف ماذا سأكتب أو كيف سأنهي حديثي، قد قلت لنفسي أن خيرَ الكلامِ ما قل ودل، ولكن تراجعت؛ لأن الكتابة هي الشيء الوحيد الذي أفعله بحبٍ، بلا قيود أو مواعيد، أكتب قصةً أو أصف شعورًا مررت به، لا يهم، كل ما يهُمني أنني أكتب، رُبما لا أُجيد التلاعب بالكلماتٍ كما كان يفعل عمنا نجيب وأصدقائه الأدباء، ولكنني أحاول أن أصف ما أشعره به، وتشعر أنت -أيضًا- به ولكنك لا تعرف كيف تصيغه. مرّ عامٌ كاملٌ، مرّت معه ذكريات عدة، وتراكم التراب على ذكريات أخرى؛ ليُخبرنا أنه حان الوقتِ لكي نمحي ما مضى، ونترك فراغًا نظيفًا لذكريات أكثر رحمة وأقل قسوة، لن أقول أنه كان عامًا سيئًا وأبدأ في سردِ ما يؤلم، لكنني سأختصر القول وأخبركم أنه كان عامًا جميلًا، خرجت منه بقلب وعقلٍ غير اللذان كانا معي، رُبما أنا الآن عاجزة عن تحديد ماهية التغيُر الحقيقية التي حدثت لي، لأنه يعد من العبثية المُفرطة أن أكتب في نقاطٍ محددة كيف أصبحت أتقبل الخسارة، تؤلمني جدًا ولكنني أعلم أن الله -وإن قدر ما يؤلم- فإنه سيجعل العوضَ أجمل وببراعة، قد عشت هذه اللحظات كثيرًا، وجربت أن يُسلَب مني شيئًا أحبه، وأعتقد أن الحياة قد أوشكت على النهاية، ولكن الله يُرسل شعاع نورٍ يربط على قلبي لأُكمِل الطريق الذي بدأته. حتمًا سيأتي على خاطرك سؤالٌ عن الطريق الذي ذكرته، والله لا أعلم شيئًا عنه أنا الأُخرى، ولكنني أتخبط، أبحث وراء الأشياءِ، أرعى شغفي حتى أرى ثماره أمامي، لا أملك خطة واضحة ولكنني أشعر أن في يومٍ ما سأتبع خطةً متناهية الوضوحِ تقودني إلى أهدافٍ لطالما حلمت بها.
#رنا_هشام
#حديث_طويل_مع_العام_الحادي_والعشرين
إلى اللقاء في الفقرات القادمة. 😅
تسلم ايديكي جميل
ردحذفاظن من الأهداف كتابة رواية او ماشابه
الله يسلمك، شكرًا جدًا.
حذفآه إن شاء الله دعواتك.