السبت، 3 سبتمبر 2022

عزيزتي الحياة ١

دائمًا تخطف قلبي الخطابات التي تبدأ ب "عزيزي يا" لطالما شعرتُ باللطف أن تصلك رسالة من شخص ما، قد اقتص جزئًا من وقته لكي يكتب لك أنت فقط. وأرى أن الحظ السعيد يكمن في العثور على شخصٍ تكتب له بلا قيود، وتفتح له قلبك كما هو، بكل ما يحمل من مشاعر، خوف وربما اضطراب. دون أن يضعك في خانة ضيقة، ولا يتقبل ما تشعر به. ورغم ذلك كله فتجده يقرأ ما تكتبه بسعادة وبهجة، مقدرًا قيمة أن يكتب المرء لمن أحَبَ، وإنها لخطوة كبيرة أن يضع المرء ثقته في إنسانٍ ويعبر له عنها في سطورٍ وكلمات. 
ولكننّي أكتب الكثير من النصوصٍ غير الموجهة، وفي كل مرةٍ أتمنى لو أن هناك وجهة تصل إليها نصوصي وكلماتي. أو لو أن هناك شخصٌ أُجلِسُه ليقرأ كل ما أكتب، بلا خوفٍ من أن أكون ثقيلة جدًا كما أشعر مع باقي البشر. 
والخوف -كل الخوفِ- ألا أجدُ وجهة أُرسل لها نصوصي، وأظل أنا وهي عالقين هكذا، أو أن أجد وجهة بعدما تفنى النصوص وتنتهي قدرتي على كتابتها. أو أن يحالفني الحظ السعيد -مرةً واحدةً- وأجد وجهتي وأجِدُك هناك وأراكَ. ولكن سرعان ما تسلبكَ الحياةُ مني وترحل معكَ مشاعري ويرحل قلبي أيضًا؛ لأعود كما أنا -الآن- وحيدة بلا وِجهة. فأتمنى لو أن تركتني الحياة منذ البداية كما أنا، حتى لا أعتاد الرفقة وأصبح لأجد نفسي كما كانت.. وحيدة بلا وجهة. 
فمن الآن حتى يجدَ كلانا الوجهة، سأكتب خطابات تبدأ بعزيزتي الحياة، وأسرد فيها كلامي حبيس السطور.
عزيزي الحياة، هل من الممكن أن أجدُ صديقًا ورفيقًا أشاركه الرحلة القاسية، أتقاسم معه ما أملك من كلماتٍ، أشاركه نصوصًا واقتباسات، ولا يمل مني أبدًا؟ هل هذه أمنية مشروعة، أم أنها وهمٌ جميل؟ 🥹

#رنا_هشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...