ونحن نرى لمحات الماضي، نتيقن أن كل شيء يمضي، لكن المُضي ليس بالمجان أبدًا، ثمنه باهظ جدًا، ولكنه لا يُشترى بمالٍ ولا بذهبٍ؛ إنه يُكلِفك عمرًا وجهدًا. لذلك الماضي يُعلمك درسًا قاسيًا ألا تنفرط الحروف من فمك بسهولة وتقول: كل شيء يمضي. لأنك تعلمت ودفعت ثمنًا باهظًا لكل شيء كي يمضي. وكل الأحلام كي تنساها. وكل حبيب حتى يبرد قلبك وتستطيع أن تعيش، ولا تنتظر اعتذارًا ولا رجوعًا. تعيش وتعلم أنه لا أحد سيُعوِض مكانك أبدًا. وما أسوأ الماضي حين توثقه وتحتويه في كلماتك. تتجدد ذكراه كل عامٍ وأنت لا تدري. وإذا حبست الكلمات فإنها ستظل عالقة بداخلك ولن تنساها، في الحالتين يبقى الماضي خالدًا. لهذا فإن الماضي يؤلم والذكريات تؤلم، لكنها تُعْلِمُك كيف أصبحت شخصًا جديدًا. وتقول لك عليك أن تفخر لأنك مررت بكل هذه الأحداث العبثية ومازلت تحاول أن تصل إلى حياةٍ تُرضيك.
إلى عزيزي الماضي،
لا أحد سيُعوِض مكاني،
لا أحد سيُحقق أحلامي أفضل مني.
لكنها الحياة..
فلعل ما هو قادم من الحياة يُرضينا.
٢٥/١٢/٢٠٢٢
#رنا_هشام