هل يقول التاريخُ وداعًا؟
سؤال يجعلك تُبحر في أمواج هذا الكتاب لتجد إجابة تُرضي شغفك، رغم أن الكاتبة وضحت أنها لم تبحر في درر التاريخ الراكدة. لكنه كان إبحار شديد لشخص لا يحب التاريخ مثلي، ويحاول أن يستعيد علاقته بالتاريخ من جديد.
ما جذبني للكتاب هو الأسلوب الرشيق في تناول الموضوعات والحكايات، مما جعلني لا أشعر بالملل أو الثقل أبدًا.. قد أنسى بعض التفاصيل وأعاود لأقرأها ثانية، لكنني نجحت في استيعاب كل شيء من أول مرة.
نجحت الكاتبة في مزج اقتباسات وأقوال لكُتّاب وأدباء -تحبهم ونحبهم جميعًا- بكل حكاية كانت ترويها، مما يضيف عمقًا للاقتباس، ليس مجرد اقتباس فحسْب. بل دعوة للتذكير أن كل شيء في هذه الحياة مترابط..
يظهر في الكِتاب وفي المصادر مجهود الكاتبة الهائل في البحث والتمحيص في صحة المعلومات.
- مما كتبت يارا -بشكل مميز- في نهاية الكتاب:
"والآن قد أنهيت رحلتي في حكايات الماضي، وأعترف أنني لم أجرؤ على الإبحار بعيدًا، وأنني لم أحلم بالوصول لدرر التاريخ الراكدة في الأعماق البعيدة في الزمان والمكان، وأنني فضلت الوقوف على الشاطيء لتداعب الأمواج قدمي وأن أستمتع ببداية رقيقة ناعمة.
وأنني حاولت فقط أن أفتخ نافذة صغيرة ليدخل منها نور الشمس على عقولنا وخيالنا، وأمسكت بطرف الخيط ومضيت خلفه ألملمه وأظن أنه يمتد إلى ما لا نهاية. "
والآن وبعد هذا الإبحار الجميل، أستطيع أن أقول.. أن التاريخ لا يقول وداعًا، وأننا مهما مضى بنا الزمان، فسيأتي يومٌ نسترجع فيه الذكريات..
اسم الكتاب: حكايات الأمس
الكاتبة: يارا إبراهيم ندا
عدد الصفحات: ١٨٤
صادر عن دار كتوبيا للنشر والتوزيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق