الأربعاء، 30 أغسطس 2023

لماذا لا أكتب، وما مخاوفي؟ (التمرين الأول)

عزيزي،، 


أعلم أن اقتحام حياة الأشخاص صعبًا تمامًا، وأنني أحتاجُ أن أطرق الباب كي تأذن لي بالحديث، لكن أخبرتني جيسيكا بيردي أن أكتب خطابًا وأرسله لصديق عزيز، أخبره عن مخاوفي وما يقيد يداي عن الكتابة. في حقيقة الأمر لا أملك صديقًا أستطيع أن أوجه إليه خطابًا أشرح فيه مشكلة تخصني، كل فردٍ من الأصدقاء لديه ما يكفي.. لذا سيكون خطابًا عامًا.. 

في البداية تحاوطني مخاوفي ألا أستمر إذا بدأت أن أكتب، وأن أقف في منتصف الطريق كعادة كل شيء، لا أصل لغايتي ولا أعود كالذي لا يعرف شيئًا. وأنت تعرف يا صديق كم يؤلمني هذا الوضع. ثم يخبرني عقلي أنه لا وقت للكتابة، علّي أن أجلس لأذاكر الدروس البرمجية؛ لكي يتحسن مستوى تفكيري الذي أكرهه. وبالفعل أطيعه وأجلس لأذاكر، وأواسي نفسي بأنني أيضًا أفعل شيئًا أرجوه وأحبه. لكن صدقًا.. أحزن على كلماتي الحبيسة، ومشاريعي التي لا تكتمل. رغم أنني -لا أخفيك سرًا- أشعر أنني أشطر بكثير في الكتابة عن البرمجيات، وأستطيع أن أعبر عن نفسي وعما أشعر. في الكتابة على الأقل أكون أنا وأخطو بحرية. أيضًا أخاف لأنني أضعت وقتًا كثيرًا، كان لدّي وقت حقًا.. لكنه انتهى بين الانتقال من وظيفة لأخرى والمذاكرة وتلك الأشياء التي تعرفها يا صديق. فالآن أنا حائرة، هل علّي أن أبدأ آملًا في الوصول؟ أم علّي أن أبدأ لكي أكون في صفٍ غير صفوف المستسلمين؟ ومن يدري ربما نصل؟ 
أعلم أنك ستقول لي أن الدراسة والوظيفة يسحبونني بعيدًا عن هواياتي، أعلم ذلك جيدًا.. لكن قل لي ما العمل؟ ليتني أخطبوطًا فتنتهي تلك الصراعات. 

إلى اللقاء يا صديق، ألقاك في واجب جديد ستعطيه لنا جيسيكا. ♥️

#رنا_هشام 

٣٠/٨/٢٠٢٣

الاثنين، 21 أغسطس 2023

مليئة بالحنين إلى صباح أحبه.

نعم أنا مثلُك تمامًا، أحن إلى أشياء مضت، إلى صباحات كنت أُحبها، إلى أماكن كنت أشعر فيها بالراحة والألفة، حينها كان كل شيء يتصف بشيء من البساطة، حتى في أصعب الأوقات وأحلكها؛ كنت أرى شيئًا جميلًا هناك. وكنت أستطيع أن أؤمن أن شيئًا جميلًا في طريقه إلّي. كعادة الإنسان العَجول وددت أن أقفز من مركب أحبها. وقد استجابت الحياةُ لي.. لكنني أسأل هل بإمكان الزمان أن يعود لترفض الحياة طلبي الأهوج حينها؟ من صباح لا أحبه أكتب لأقول أنني مليئة بالحنين إلى صباح أحبه، إلى رفاق الرحلة.. وإلى كل شيء كان يُشعِر الإنسان أنه إنسانًا.              

#رنا_هشام

الخميس، 17 أغسطس 2023

حب لا نندم عليه أبدًا

أعلم أنه في مثل هذه الأيام الضاغطة، يعلق في ذاكرة الإنسان كل ماهو غير مفيد، وكل شيء لن نصل به لشيء. وكذلك أنا مثل هذا الإنسان؛ علق برأسي سؤالًا قد كتبته فتاةٌ في إحدى المواقع، تسأل الأخريات هل ستتحقق مفهوم السعادة عندما تتزوج شخصًا تحبه أم شخصًا يحبها. تجاوزت السؤال أول مرة قرأته بها، لكنه ظل يحوم في رأسي طيلة اليومِ حتى سنحت له الفرصة لكي يتربع على عرش التفكير غير المجدي. لا أعلم لماذا أفكر معها، لا أملك شخصًا يحبني ولا لدّي شخص أحبه، أعيش كزرع الصبار. لكن الفتاة لم تسأل ما مصير زرع الصبار في النهاية! فما دخلي أنا إذًا. لكنني تسائلت لماذا جعلناه أمرًا حتميًا ألا نجد حبًا متبادلًا؟ طريق متواصل يأتي ويذهب، دعم مستمر يؤخذ ويعطى. لماذا جعلتنا الحياة نقسم كل شيء، ونفقد جمال كل شيء. سألت نفسي هل ستكون فكرة مستحيلة أن ينتظر الإنسان شخصًا يجد معه الطريق له وجهتان؟ هل سيكون بيهمش الواقع ليعيش في الأحلام؟ وستنتهي به وحيدًا حزينًا نادمًا على ما فات؟ أم أنه سيأتي يومٌ نجد فيه شيئًا متبادلًا؟ 
قلب يحنو على قلب، يد تربت على كتف، كلمة تمحي كثيرًا من الأوهام والهواجس، حب لا نندم عليه أبدًا.
ظللت هكذا لا إجابة ترضيني.. حتى أدار السائق الراديو، وبدأت الأغنية وعلا الصوت قائلًا: وكان مفروض محبكش! 

#رنا_هشام

الثلاثاء، 8 أغسطس 2023

وظيفة اسميتها وظيفة الأحلام

مازلت أسأل نفسي كل يومٍ ماذا يحتاج الإنسان كي يكون إنسانًا مميزًا، أيحتاج إلى وظيفة؟ أم يحتاج إلى وظيفة يحبها؟ أيحتاج إلى مالٍ كثيرٍ؟ أم يحتاج أشياء ينفق عليها؟ 
وهل هذه الأشياء جميعها ستجعله سعيدًا؟ أم أنها ستساعده يساير الحياة؛ يتقبلها تارة ثم تهزمه تارة أخرى. كنت أظن أن كل شيء سيكون على ما يرام بينما أنا أعمل في وظيفة أحلامي؛ لكنني كنت واهمةً فلا شيء على ما يرام أبدًا، ولا شيء يمضي سوى العمر والأيام. ما يجعل الإنسان مميزًا حقًا هي موهبته التي طالما يمتاز بها، والتي أشعر أنها تنفرط من يدي شيئًا فشيئًا؛ فتمر علّي أيام أود لو أكتب سطرًا واحدًا، أو أن أقول ماذا أشعر وماذا أريد في كلمات واضحة. ولكنني أعجز بشدة، أشعر أن بيني وبين السطور أغلال وأسوار. وأهون على نفسي وأقول لا بأس، كفى أنني في وظيفة الأحلام. أسعى لأكون أفضل من الأمس. لكنني أعلم أن هذه هي لعبة التسكين المؤقت؛ يلعبها عقلي كي لا أحاول أن أعود لما أحب؛ حتى أفقد هويتي شيئًا فشيئًا وأصبح أنا أخرى غيري. 
اليوم أقول لنفسي، لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نتخلى عن ما يميزنا لأجله، وأن الكتابة هي المتنفس الوحيد، وهي الشيء الوحيد المتبقي الذي أستطيع أن أفعله بحب. 
ولذلك حاولت أن أكتب تلك السطور رغم التعثر لأثبت لنفسي أنني أستطيع أن أمسك قلمًا وأكتب ما أشعر به رغم ما أواجه.. رغم ما أتعثر به، رغم أنني أعمل في وظيفة اسميتها وظيفة الأحلام. 

#رنا_هشام

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...