الثلاثاء، 8 أغسطس 2023

وظيفة اسميتها وظيفة الأحلام

مازلت أسأل نفسي كل يومٍ ماذا يحتاج الإنسان كي يكون إنسانًا مميزًا، أيحتاج إلى وظيفة؟ أم يحتاج إلى وظيفة يحبها؟ أيحتاج إلى مالٍ كثيرٍ؟ أم يحتاج أشياء ينفق عليها؟ 
وهل هذه الأشياء جميعها ستجعله سعيدًا؟ أم أنها ستساعده يساير الحياة؛ يتقبلها تارة ثم تهزمه تارة أخرى. كنت أظن أن كل شيء سيكون على ما يرام بينما أنا أعمل في وظيفة أحلامي؛ لكنني كنت واهمةً فلا شيء على ما يرام أبدًا، ولا شيء يمضي سوى العمر والأيام. ما يجعل الإنسان مميزًا حقًا هي موهبته التي طالما يمتاز بها، والتي أشعر أنها تنفرط من يدي شيئًا فشيئًا؛ فتمر علّي أيام أود لو أكتب سطرًا واحدًا، أو أن أقول ماذا أشعر وماذا أريد في كلمات واضحة. ولكنني أعجز بشدة، أشعر أن بيني وبين السطور أغلال وأسوار. وأهون على نفسي وأقول لا بأس، كفى أنني في وظيفة الأحلام. أسعى لأكون أفضل من الأمس. لكنني أعلم أن هذه هي لعبة التسكين المؤقت؛ يلعبها عقلي كي لا أحاول أن أعود لما أحب؛ حتى أفقد هويتي شيئًا فشيئًا وأصبح أنا أخرى غيري. 
اليوم أقول لنفسي، لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نتخلى عن ما يميزنا لأجله، وأن الكتابة هي المتنفس الوحيد، وهي الشيء الوحيد المتبقي الذي أستطيع أن أفعله بحب. 
ولذلك حاولت أن أكتب تلك السطور رغم التعثر لأثبت لنفسي أنني أستطيع أن أمسك قلمًا وأكتب ما أشعر به رغم ما أواجه.. رغم ما أتعثر به، رغم أنني أعمل في وظيفة اسميتها وظيفة الأحلام. 

#رنا_هشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...