الخميس، 17 أغسطس 2023

حب لا نندم عليه أبدًا

أعلم أنه في مثل هذه الأيام الضاغطة، يعلق في ذاكرة الإنسان كل ماهو غير مفيد، وكل شيء لن نصل به لشيء. وكذلك أنا مثل هذا الإنسان؛ علق برأسي سؤالًا قد كتبته فتاةٌ في إحدى المواقع، تسأل الأخريات هل ستتحقق مفهوم السعادة عندما تتزوج شخصًا تحبه أم شخصًا يحبها. تجاوزت السؤال أول مرة قرأته بها، لكنه ظل يحوم في رأسي طيلة اليومِ حتى سنحت له الفرصة لكي يتربع على عرش التفكير غير المجدي. لا أعلم لماذا أفكر معها، لا أملك شخصًا يحبني ولا لدّي شخص أحبه، أعيش كزرع الصبار. لكن الفتاة لم تسأل ما مصير زرع الصبار في النهاية! فما دخلي أنا إذًا. لكنني تسائلت لماذا جعلناه أمرًا حتميًا ألا نجد حبًا متبادلًا؟ طريق متواصل يأتي ويذهب، دعم مستمر يؤخذ ويعطى. لماذا جعلتنا الحياة نقسم كل شيء، ونفقد جمال كل شيء. سألت نفسي هل ستكون فكرة مستحيلة أن ينتظر الإنسان شخصًا يجد معه الطريق له وجهتان؟ هل سيكون بيهمش الواقع ليعيش في الأحلام؟ وستنتهي به وحيدًا حزينًا نادمًا على ما فات؟ أم أنه سيأتي يومٌ نجد فيه شيئًا متبادلًا؟ 
قلب يحنو على قلب، يد تربت على كتف، كلمة تمحي كثيرًا من الأوهام والهواجس، حب لا نندم عليه أبدًا.
ظللت هكذا لا إجابة ترضيني.. حتى أدار السائق الراديو، وبدأت الأغنية وعلا الصوت قائلًا: وكان مفروض محبكش! 

#رنا_هشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...