رفيقي، حانَ الآن موعد تخاريفي الليلية، لستُ أعلم هل عليكُ تحمُلِها أم لا! أظن لا فارِق في الحالتين فأنا أكادُ أطيق نفسي بصعوبة بالغة.. لقد سئمتُ من كوني لينًا.. لقد، سئمتُ من كوني لا أستطيعُ ردَ الأذي.. لكنه ليس اختياري لقد فُرِضَ علّي ذلك.. كما زعمت أنت أيضًا أنه فُرِضَ عليكَ الرحيلُ عني.. أيهذا الرفيق إن احترتَ بيني وبين شيئاً أخر ،فلا تخترني، فأنا بالِغُ اللينِ وأكاد ُ أنكسر في صحبة من لا يرحمُ مثلكَ، لقد اعتدتُ أن أكون لينًا دائمًا...
المُخلِصَة لك دائمًا رنا!
حان الآنَ موعد تخاريفي الليلية، وربما نعتبِرُها مصارحاتي معكَ... لطالما أعتبرتُك عموداً في مبني حياتي، لطالما شعرتُ أنك غير قابل للتبديل.. ولكن بكل سهولة أجدُك راحلاً وتاركًا مبني حياتي لينقض!
والآنَ تستعجب من وصفي لحياتي بالمأساة؟ لماذا يا رفيقي؟ ألم تري ماذا يحدُث؟ لقد خسرتُ كل ما أحببتُه كثيرًا حتي أصبحتُ بلا هوية، بلا هدف وبلا حُب!
ولكن ياحسرتاهُ فكل الخسائر تعرِفُ النسيان طريقاً لها ولكن الحُب الصادِق لا يعرِفُ إلا البقاء حتي يُفتت كل ما فينا شيئاً فشيئاً، نغلِقُ الأبوابَ فيتسلل إلينا من النوافِذ!
لعلني أجدُ مخرجاً، لعلني أفتعِلُ النسيان.. لعلني أنساكَ للأبد.. إلي ما لا نهائية وما بعدها!
المُخلِصة لكَ دائمًا رنا!
لا أحلم بفارِس و فَرَس أبيض ، ولكن شخصاً عادياً بكلماتِ عادية ومعتادة ولكنها نُقِشَت بشغفٍ يكادُ يخطف قلبي ويأسره في بحورِه الأدبية..
ظللتُ أحلم بشخصٍ يكتُب لي رسائُل قصيرة فأقرأ لتسعَدُ روحي ويهدأُ عقلي، ولكن عفواً..
ما بحثتُ عنه قد كان غير موجودًا. أعترضت نفسي، وقررَتْ التمرد علي تلك الوضعِ وحوّلت نفسها شخصاً يكتبُ رسائل قصيرة..
ربما للناس ليستمتعوا بكلماته، وربما الأرجح لنفسه ولروحه..
أكتُب لنفسي قبل أن أكتب لأحد ، ولكنه ما أقسي أن يكون المرء كاتباً لنفسه بارِعًا في وصفِ مشكلاتها بدقة تؤذيها...
أيتها النفسُ ، عُذرًا سامحيني!
المخلصة لكِ دائما رنا!
أيهذا الصديق الذي كنتُ أنا صديقه المُفضل ، هل تتذكرني ولو سهواً؟
إذا كانت إجابتُك" نعم " ، فحدثُني ماذا أتي بي إلي عقلك الجميل؟ ذكري عابرة أم شوق مستوطن؟
وإذا كانت إجابتُك "لا" ، فلِماذا يا صديقي؟ لماذا لا تتذكرني الآنَ ؟ أنا من كنتُ رفيقَك وخازن أسرارِك الأمين.
هل تدعو لي مِثلما كنتِ تفعل؟ هل تذكُرني عند خالِقنا بشيء؟
إذا كانت إجابتك "نعم" ، فحدثني ماذا تقولُ ؟ أتمني أن تدعوه بأن نكون سوياً مجدداً، أدعوه أن يُريح قلوبنا.. قلبي وقلبك اللذان هما في أضلُعي وحدي.. أشعُر وكأنني شخصين.. واحد يُحبك جداً والأخر يوبخه من الحينِ إلي الأخر.. يُذكره بقسوتك عليه ليتخلي ويرحل...
وإذا كانت إجابتك "لا" ، فلماذا؟ ألم تعدني أنك ستظل تدعو لي دائماً؟ حتي حين أفني وأموت ؟ والله إني أموت في كل لحظة مائة مرة عندما أتذكرُ حالنا وما جرت به المقادير لدينا..
لماذا نقضت عهدَك معي؟ لماذا توقفت عن ذكري؟
أيهذا الصديقُ ، لقد كُنت أنا صديقك المفضل.
سامحني إن أفترضتُ ردودًا لكَ ولكن ماذا علّى أن أفعل في غيابِك؟ أبحثُ عنك لترد مثلما كنا نفعل ولكنك لست هنا، ولن تكون أبداً!
المخلصة لك كثيراً حتي تفني العوالِم-التي تذكُرك كل يوم إلي خالقها ولم تنقض العهدَ بعد- رنا!