الجمعة، 28 فبراير 2020

لستَ وحدَك...

اليومَ وصلني رسالة من مجهولٍ فتحتها لأجدُ فيها سؤالاً مطروحاً يُحير العقل ويجعل القلبَ ينفطر.  
سأقصه عليكم : 
[ لِمَ ؟ ] 

لم يتردد عقلي لحظةً في تحديدِ المرسل.. فحتما هو أول شخصٍ هبط علي عقلي... وحتمًا أنت أيضاً عزيزي القارئ لديكَ شخصاً متوقعاً. 
سحبتُ مقعداً وجلستُ علي مائدة الطعامِ وجررتُ ورقة وقلمًا ويداي مازالت ترتعشا من شدة الخوفِ ، ماذا سأكتُب؟  عجبتُ لنفسي كيفَ يسكنها الخوف في محادثة من كانت لا تكُف عن الحديث معه. 

بدأت لأكتب : 

[ نعم، لستَ وحدك من تنقُض العهدَ وتمشي وكأنما أعجبَكَ الفِراق. أنا أيضاً فعلتُ هذا.. وجئت كاتبة ذلك وتصاحبني دموع عيني وقد هلكني الشوقُ إلي نبرة صوتِك وحديثك المعسول، أشتقتُ لكلماتك كلها القاسية منها والحانية... فكلاهما يسكنان قلبي، عجبتُ لنفسي كيف مازالت تشتاق؟ ألم تعهدك أنها سترحل؟ لقد نقضتُ عهدي معكَ ومع نفسي أولاً... ورجعتُ طريقي وحدي أجرُ أذيال الخيبة. 
وددتُ اليومَ إخبارك أنني لدّي من القوة ما تكفي لمقاومة محاولاتِك في الفرار بعيداً ولكنني في المرة الأخيرة ماقبل الفراق وددتُ توفير تلك الطاقة وأثرتُ راحتكَ أنت... لم أرد أن أحملك أعباءً مجدداً بمجرد الرد علّى ومحادثتي، لم أرد أن تشعُر بالمعاناة ويكِلُ ساعدك وأنت تحملُ لي تلك الحروف في رسالة لا تكلفُكَ ثانية " ص ب ا ح ا ل خ ي ر " ، لم يكن يأتي الخيرَ أبداً إلا بوصولِ تلك الرسالة... لم أرد أن تندم على منحي وقتك وقلبك... لم أرد أن تشعُر بشيء يؤذيك بسببي... لم أرد أن أرحل وأترك لديك إحساسًا عابراً بالأسي مثلما تركته عندي ورحلتَ .
كل شيئ لم تفعلُه ويفعله غيرَك يؤلمني، كل شيء كنت أفعله أنا يؤلمني... أشتقتُ إلي روحي القديمة التي ذهبت راكضة ورائك بلا عودة فضاعت. 
عساني أجدُك راضي النفسِ ،سعيداً بحالِك متذكرُني ومتذكرُ كم كُنا... "أصدقاء وربما أحبة" ] 

هلكني الردُ وشعرتُ ببرودة في أناملي مجدداً فقررت الراحة لوهلة حتي أفيقَ لأرسل الرَد، ولكن بمرور الساعات شعرتُ أنني أجهلُ العنوان.. وربما يكونُ هاجر وترك مدينتنا...  وحتي لو لم يفعل فبعض الأشخاص لا تستحق الردود... جزائهم كذلك، يقفون في منتصف الطرق دائماً... نري كلامُهم ولا نعبأ... حقاً لا نعبأ ولسنا نتظاهر بذلك فقط... 


يا دموعي لا تنهمري فلا أحدَ يستحقك حقاً! 
يا قلبي كُفَ عن الارتجافِ فأنتَ بخير حقاً!  


”مازلتُ أبحث عن شيءٍ، حين ضاعَ ضيَّعني“.
– محمود درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...