أكتُب إليكَ الآنَ، لا أعلم لماذا، رُبما لأن الإنسان عند بداية الخطوات الجديدة يحنُ لما مضى، أو لأننا نحاول أن نفتعل شعور أننا معًا، نخطو سويًا الخطوات الجديدة، يدًا بيدٍ، يؤنس أحدنا الآخر، يربط على قلبه ويطمئنه أن ما هو آتٍ سيمرّ طالما نحن معًا. ولكنني لهذا أكتُب.. لأنكَ لست هنا، ولأنني أخطو وحدي، خطوة أمامية وعشرات الخطوات للوراء، أحِنُ لكل الأشياء، وأُنكِر حنيني للأشخاص، حتى لا أعترف بقلة حيلتي تجاه الحنين؛ الذي طالما خسرت معاركه. أُنكِر أنني أكتُب لأنني أتذكر وأحِنُ لكل شيء، حتى لنفسي، ربما تكون هذه الكلمات مبتذلة إلى حد الغباء، ولكنها صادقة، ولا يشعرها بها سوى الصادقين، الذين يعرفون كيف يفتعل الإنسان شعورًا أنه مطمئن، وأنه ليس وحده. ولكنه -في الحقيقة- غير مطمئن.. ووحده لدرجة كبيرة، أكتُب إلى شبحٍ مجهول، لا أعلمه الآنَ ولا أريده أن يأتي، أريده أن يتمهل؛ حتى تنتهي كل تلك الفوضى، ونتمكن من أن نخطو سويًا الخطوات الجديدة، والفرح يملأنا، لأننا معًا.. يدكَ بيدي.
#رنا_هشام