أقاوم كل يومٍ؛ لأكسر القاعدة، لأجعل نفسي تتوقف عن قول "ما أشبه اليوم بالبارحة" لأنني أحاول ألا أجعل الأيام تمضي تباعًا على نفس النهجِ، وتنتهي بلا هدف يُذكر.
البارحة قررت أن أضعني أولوية، على رأس القائمة لا يسبقني شيء، وأسعى لأكون كما أريد أن أكون، لا كما يريدني العالم والناس. لا أصارع أحدًا ولا أحتاج لكي أدخل صراعاتٍ لا أنتمي إليها، فقط أميل لكل شيءٍ هاديء، رُغم أنني لا أتصف بالهدوء ولكني وجدتُ طاقتي تفنى وتتلاشى في مصارعة أشياءٍ إن كانت من أقداري فستأتي من تلقاء نفسها.
يُخبرني أصدقاء أنني مؤخرًا أصبحت متفاعلة أكثر على وسائل التواصل الإجتماعي، ربما أضع نِكات كثيرة، رُغم أنني أقضي ساعاتٍ طويلة أحاول فقط أن ابتسم بلا تصنُع. وأنشر الكثير من النصوصِ وأنا أحاول أن أتشجع لأكتب نصوصي الخاصة، وأُطلِعكم على ما أشعر به، لا أرى به شيئًا من التعري بل أرى أن من اختار أن يرافق إنسانًا فعليه أن يتقبله بكل ما فيه، وكل ما يشعر به ويكتبه. رُبما علّي أن أنعزل قليلًا عن العالم ولا أنشر النِكات حتى أستطيع أن أضحك من صميم قلبي.
قررت مؤخرًا أن أعاود الاهتمام بمدونتي وقناتي على برنامج التليجرام، أهملتهما كثيرًا حتى أصبح الجميع ينسى أنني أكتب، وأن حروفي كانت تتناثر على الشاشات. أيضًا أُحاول أن أعود لأقرأ، هذه محاولة مني لأعود كما كنتُ، كما أحب نفسي؛ وهي تسعى إلى ما تحب.
صادفتني فتاة جميلة في الكلية، بينما كنتُ أهرول لأتوضأ، ووضعت حقيبتي ونظارتي جانبًا، افتتحت حديثها لتخبرني أن لون حجابي جميل جدًا، وأنه يليق بلون بشرتي. رُغم أنني قد أرتديته مرارًا وتكرارًا ولكني رأيت نفسي جميلةً بعدما أخبرتي بذلك. كم تصبح حياة الإنسان سعيدة بعدما يتلقى مجاملة لطيفة. لن أنسى تلك المجاملة، كما لن أنسى الفتاة مطلقًا.
وهذه الثرثرة ماهي إلا محاولة مني لكي أعود كما أنا، أكتب بلا توقف، وأملأ العالم بالحروف والكلمات.
أتمنى لكم رحلة سعيدة في أيامي القاسية. 🤍🕊
#رنا_هشام