الخميس، 26 نوفمبر 2020

مرّت الحياة والأحبّاء غرباء ولم نَمُت. ‏

وكعادتي وقفتُ صباحًا أمام ذلك الشيء المعلق على الحائط ليُخبرنا أي الأيام نعيش ونعافر، مذ نعومة أظافري وأنا أهوى مطالعة ذلك السطر المكتوب بنهاية كل ورقة، رُبما اعتبره رسالة خفية يحملها القدر لي، ببلاهة طفل أتعامل مع الحياة ولكن.. كَبِرتُ وكَبُرَت معي عادتي.. ولم يخطر ببالي يومًا أن تلك العادة ستؤرقني، أو ستدخل القلق إلى قلبي المستقر..

أمسكت بالورقة، وقرأ عقلي التاريخ، وبدأ يستوعب المسافة الزمنية مذ أن وطأ قلبي أرضًا لا يراكَ فيها، ولا حتى يصطدم بأي شيء يخصك.. عامًا مضى؟ كيف ذلك؟ عامًا كاملًا؟ كل تلك الشهور مضت بالفعل؟ كل تلك الأيام مرّت؟ بالله كيف مرّت؟ أشعرت ليلةً بيّ؟ أشعرت بنارِ قلبي؟ أم أنكَ هكذا؛ كما أعتدتُك؛ تأخذ كل شيء على محمل غير جاد، حتى أنا، فكنتُ سرابًا جميلًا احتّل قلبَك فترة.. 
رُبما لم أعد أنزعج منكَ، تقبلتُ فكرة الفقد، وأنه مهما تمسكنا، فسوف نفترق، رُبما لم تعد تؤرق ليلي أخبارُك، ولا عدتُ أُفكِرُ كيف تغدو وكيف تصبح، حتى اسمك لم يعدُ مميزًا كما كان، حتى يداي تلومني الآن.. لأنني أكتُب عنكَ، وعقلي يحدثني.. دقيقة نوم إضافية أفيدُ إليكِ من ذلك العبث. 
مرور الأيام سريعةً تركَ في نفسي قوةً، أنني تلك التي قالت أن الحياة لن تمر، وأن أفضل مأوى هو الموت.. خير من التفكير في الفقد، ولكن الآن، ها هي الأيام تمر، والحياة تستمر، ويرزقنا الله الرضا، ويهون على قلوبنا، ويرشدنا الطريق.. ويُعلِمُنا كم كُنا مخطئين ونجانا... 

رُبما تسأُلني أيزورُني الاشتياقُ؟ 

فيُصيبُ وجهي الوجومُ، وتتسع دائرتا عيني، بينما قلبي يرتجفُ وبشدة، ويتمتم بكلماتٍ لا يسمعها سواي...
"أشتاق أن أشعُرُ أنني غير قابل للمحوِ، وددت أن أشعر أنني ثابتٌ في قلبٍكَ فحسب، ولكنك جعلتني أشعر وكأنني غصنُ مزعزع تذروه الرياحٌ بمنتهى السهولة... ما فائدة أن أشتاقُ كثيرًا وتؤلمني ذكرياتي كثيرًا وفي النهاية نظل غرباء كما نحنُ؟" 
وفجأة تقف التمتمة البلهاء ويعلو صوتي الرنّان... "كلا، لا يزورني أبدًا، لقد استُنفِدت طاقتي ولا شيء يعود كما كان، ربما ترك بعض الأشياءِ يكونُ أعظم نفعًا من التمسك بها على غير حقيقتها. فعسى ألا يزورنا الندم أبدًا، وأن نتذكر ونبتسم ونقول.. مرّت الحياة والأحبّاء غرباء ولم نَمُت. 

#رنا_هشام. 

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

وفي نهاية المطاف اليومي.. ‏

وفي نهاية المطاف اليومي.. 

يحتارُ عقلك أن يحدد أبسط انجازاته، فلا جسد قد ارحته، ولا عقل قد أشبعته علمًا، ولا شيء مما أردته أتممته، يمر العمر هكذا بطيئًا بطيئًا، لا تكاد تعرف ماذا سوف تحصد في النهاية، أو حتى تحدد أين تكمن نقطة النهاية تلك.. 

أنتَ -في نهاية المطاف اليومي- لا تعرف أي شيئ، كمثلِ الحمارِ يحملُ أسفارا.. 

#رنا_هشام

السبت، 21 نوفمبر 2020

ريحة ‏الحبايب ‏...

أسيرُ وقلبي أسير، لا استطيعُ أن أملك له نفعًا ولا ضرًا.. لا أدري لِما يقع ويتعثر هكذا، كنت بدأت أشعر أنه معافى، بدأت أتحسس ذلك بالفعل، كان سعيدًا ولا يُبالي بشي، ربما لا يمتلك وقتاً ليُبالي، يسيرُ هكذا.. بجابني، مرتديًا الوجه الحديدي، بينما تخترق آذاننا " أي حاجة تيجي من ريحة الحبايب، بتطمن قلبي اللي مشغول على اللي غايب! " 🥺

#رنا_هشام

الخميس، 19 نوفمبر 2020

"ذبذبات ليلية كُتِبت بكل الحُبِ.. "

"ذبذبات ليلية كُتِبت بكل الحُبِ.. "

ربما أريد أن أفتعل مع نفسي وقفةً؛ وأحدثها، وأخبرها كم هي قوية! كم تحاول جاهدةً! 
وأشدُ على يديها؛ وأخبرها أننا سنلتقى قريبًا.. عند القمة.. 

لا يهمني كم عانينا أو سنعاني، لا يهمني كم خذلونا ساكني القلوب، لا يهمني كم نزفت يدي من الدماء ولا كم سالت الدموعُ من عيني، لا أكترث بخيباتي المتتالية، لا أكترث بآلام جسدي، لا أكترث بالإعياء الذي أصاب وجهي الجميل فجعلني أكره وأكره أن أراه، لا يهمني بالشعورٌ الذي يسكُن وجهي ليعتصره دقيقةً بعد دقيقة، يترُك فيه ندبات قاسية.. تجعل أبسط الأفعال شاقة علّي.. أليس من أبسط حقوق المرء أن يغمض عيناه بلا ألم في حركتها؟  
لا أكترث بشعوري أن هناك أُناس أخرون يسكنون في وجهي، ربما ذلك سبب لانتفاخه يومًا بعد يوم، ولكنهم أناس مزعجين حقًا.. ينشطون ليلًا وأنا أُدمِع لكي أنام.. 
شعورٌ قاسي جدًا، ربما لسعات كهربائية، ربما وخزات بالإبرِ، ربما لا شعور مطلقًا، لستُ أدري. 

ورغم كل هذا، لا أكترث بأي شيء.. سوى أنه -بجلالته- هنا بجانبي، يسمعني، يرعاني ويكلل ما أُعانيه بكرمه ولطفه.. 

وبرغم تلك الدموع المنهمرة أقول وبكل قوة.. ليس من الضروري أن تكون القمة التي أقصدها مرئية، رُبما تكون قمة السلام النفسي والرضا بما نصل إليه وكفى.

#رنا_هشام

الأحد، 15 نوفمبر 2020

أيُلام ‏المرء؟ ‏ ‏

أيُلام المرءُ على ما يجول في خاطره؟ أيُلامُ على فناء آماله أم يُلام على تذكره إياها؟ أيُلامُ على فقدان الحبيبِ أم يُلام على ما تعرضت إليه نفسه من الأذى؟ أيُلام على طريق يسر فيه مجبرًا أم يُلام على طرق كلما اختارها تركته؟أيُلام المرء على المُضي؟ أم يُتهم بالتخلي مذ البداية.. 
أيُلام المرء على أشخاص يتأرجحون في خياله رُغم انعدام الوصال.. 

نعم، يُلام المرء دائمًا، ويُلام مِن مَن لا يرحم؛ تلومه نفسه وتقسو عليه روحه.. ولا يجد منهما متسعًا سوى الاستسلام.. 

#رنا_هشام 

تصبحوا على خير. ❤️🙏

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

طموحات ‏..

ويكمُن عظيم طموح الإنسانِ في أن يجد من يفهمه ويحتويه بلا شروط منمقة وتعجيزات لا حصر لها، يكفي أن أُعطيكَ مساحةً آمنة؛ تمكِنك من مشاركة كل تغاصيل يومك الكبيرة والصغيرة... وكل هذا أسمعه بحبٍ... ولا أمِلُ يومًا. 

رُبما هذا كل ما يحتاجه الإنسان، فماذا أعظم من أن يجد من يشاركه ويفضي إليه بما يجول في خاطره قبل نومه كل ليلة دون أن يحكم على رجاحة عقلة أو سخافة ما يقول.. 

ثمة طموحات صغيرة يعيش الإنسانُ عمره كاملًا دون أن يعثر عليها، أو أن يتعثر في رفيق يشاركه.. 

وهذا قمة اليأس. 

#رنا_هشام 

الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

🌆

هل يُمكننا التفاخرُ بما نسلكه من خطواتٍ متعرجة؟  
أم سينقصنا دائمًا زهوُ تمامٍ الأشياء؟ 

#رنا_هشام 

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2020

🤕

يأتي على الإنسان وقتٌ يشتاقُ فيه إلى نفسه القديمة، بطاقاتها اللامنتهية، بسعادتها بخطواتها الصغيرة، بحماسها المولع في كل خطوة تخطوها.. ولكنه ينظر إلى الوراء ليجد أن كل شيء قد تلاشى.. فلا وجود للحب، ولا وجود للراحة، ولا وجود للشغف، ولا وجود للرفاق.. وحتى الصحة الجسدية لم تعد تسعفه.. يكفي أنه هكذا على قيد الحياةٍ حتى يحدث اللهُ بعد ذلك أمرًا. 

#رنا_هشام

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...