الأحد، 27 فبراير 2022

كوبان من الشاي.

كأنك تجلسين بجانبي الآنَ، أرى ضحكتك كما كانت، وجهك الجميل الذي لا يشوبه مرض، كنتُ أراكِ وكأنك هنا حقًا، تجلسين معي لنتناول الفطور، ونحكي سويًا عن الذكريات القديمة، وتخبريني كَم كانت حياتكم بسيطة جدًا وسعيدة جدًا أيضًا، كانت تزينها البركة والرضا. وتختتمي حديثك بسؤالك عني وعما سأفعله هذا اليوم، لأخبرك أني سأنتهى من الطعام وأقوم لأشاهد محاضرتي. نهضت لأصنع الشاي، وعدتُ من المطبخ حاملة كوبين، كوب لي وكوب لكِ يا جدتي، ولكني فجأة.. تذكرت أنكِ في جوار الرفيق الأعلى، فلتذكرينا بالخير كعادتك. سلامًا حتى نلتقي قريبًا. 

#رنا_هشام

الجمعة، 25 فبراير 2022

عزيزتي أنا

عزيزتي أنا،، 

وددتُ لو أنني أُعاملك برفقٍ أكثر مما يحدث الآن، وأن أشفق عليكِ وعلى حالك، وأن أربط على كتفك وأُخبرك أن ما هو ليس سهلًا، ليس مستحيلًا بالضرورة، وأؤكد عليكِ أننا سنمرَ، وسينتهى هذا الوقت، ولا يبقى منه سوى الذكرى. لو كان بيدي لكنتُ حملت كل ذلك التوتر بعيدًا عنكِ؛ حتى لا تسمعي تلك الجملة الغريبة التي تتردد على لسان الأطباء أن ما يؤلمك سببه توتر أو ضغط، لو كان بيدي لما جعلتكِ تشعرين بشيءٍ سخيف كهذا، ولا بألمٍ يعصر جسدك مجددًا، لو كان بيدي لجعلتك كما تحبين وتطمحين.. هادئة فحسْب. الآن أُحاول أن أبني لكِ عادات حياتية تجعلك أقل تأثرًا بما يحدث، تارة ننجح، تارة أخرى نفشل وبجدارة. لستُ أدري ما سيجعلني أنا وأنتِ في سلام، ولكن فلنتعاهد أن نرى ونبحث.. لعلنا نبقى كما نحب.. هادئين. 

#رنا_هشام

الأربعاء، 23 فبراير 2022

مراجعة كتاب عن العشق والسفر.

موعدنا الآن مع مراجعة كتاب "عن العشق والسفر" الصادر عن دار كتوبيا للكاتبة نُهى عودة في ٢٦٠ صفحة. 

الغلاف أكثر من رائع، وأظنه لعب دورًا هامًا في حملة الترويج عن الكتاب.

يعد هذا الكتاب تركيبة فريدة، صعبة التصنيف في قالبٍ محدد، ربما تصنيفه ككتابٍ تاريخي ينقصه حقه، وأيضًا تصنيفه ككتابٍ من أدب الرحلات سيظلمه، بل هو مزيج من هذا وذاك، تعمدت الكاتبة أن تُريك الجغرافيا ثم تذهب بك إلى التاريخ، وهذا قد تم ببراعة وخفة، رغم أنني لا أحب قراءة التاريخ، لكنني لم أجد صعوبة في فهم أو تحليل المعلومات. الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقول أنني لم أحبه هو زيادة المعلومات التاريخية التي لا تناسب ذاكرتي الضعيفة جدًا رغم أنني قد قرأتها وفهمتها، وهذا ليس عيبًا في الكتابِ بل لأنني لا أُحب التاريخ ولا أقرأ فيه إلا نادرًا. 

كنتُ أظن أنني سوف أقرأ تفاصيل تجَمُع الأسرة بتفصيل وتركيز أكثر مما رأيته، لكن هذا مقبول جدًا لمراعاة خصوصية الكاتبة وحياتها الشخصية. 

راقت لي فكرة أن تعرض الكاتبة رسائل زوجها ثم تُعلِق عليها وتبدأ في سرد تفاصيل رحلاتها. ذهبت بنا من الجغرافيا إلى تاريخ الحروب والثورات، لم تنس أيضًا الصراعات الدينية، ولا الفنون الشعبية والرقصات، وأيضًا قد ذكرت الملابس والصناعات اليدوية والحرفية. 

راق لي -أيضًا- سرد كل تلك التفاصيل، وفي الحقيقة كنت أُفكر كيف استطاعت أن تذكر أدق التفاصيل مثل شكل المقاعد في المطعم أو أين توضع أصص الأعشاب الزرعية دون أن أشعر بالملل من القراءة، فهذه نقطة مهمة يجب أن يتفرد الكتاب لأجلها. 

اللغة جاءت سهلة ورشيقة جدًا مع احتفاظها بالعربية الفصحى، مما زاد الكتاب خفة وسهولة في وصوله للقاريء. 

مما رأيته جميلًا أيضًا أن الكاتبة عرضت لنا العشق والسفر من النضارة البيضاء فقط، لم تتطرق لصعوبات الرحلة أو الحياة بشكل عام.

في انتظار المزيد من الأعمال الجميلة الرشيقة للكاتبة والباحثة الدقيقة نهي عودة. 🥰🤍

#رنا_هشام 

الأحد، 20 فبراير 2022

حديث طويل مع العام الحادي والعشرين.. الفقرة الثانية.

حديث طويل مع العام الحادي والعشرين. 

(٢) أشعر أنني أكرر كلامي، لكن لا بأس، يمكنك ألا تكمل الحديث. كنتُ سأقول أنني أتمنى أن يكون العام الجديد مليء بإنجازات أدبية أكثر، حتى لو وكانت متناهية الصغر، لا يهم، كتبتُ ذات يومٍ على مكتبي: للأحلام الكبيرة بدايات صغيرة. أقرأها كل يومٍ وأربط على قلبي وأُذكرني بأن ما يبدأ صغيرًا لن يظل صغيرًا طيلة العمر، وأن التفكير لن يزيدنا شيئًا سوى الحسرة. رُبما أستطيع أن أُصنف العام الماضي بأنه مليء ببعض الإنجازات المهنية، ربما ليست كبيرة لدرجة تجعلني أستطيع أن أسردها، أو أهتم حتى أن تُقارن بما أنجزه الآخرون ولكنني أشعر بتقديري لنفسي؛ لأنني لم أستسلم في تجاربي، حتى وإن شعرت في بعض الأحيان أنني فشلت، وأن الآخرين يؤثروا علّي سلبًا لكنني لم أستسلم، ولم أخجل من محاولاتي قط. كنتُ دائمًا أرى أن الفرق بيني وبين أي مبرمج عظيم نلتف حوله جميعًا هو فقط الوقت، لا شيء آخر، وأنني حتمًا سأكون مبرمجًا عظيمًا، وكاتبًا عظيمًا أيضًا.. صباحًا يكتب سطورًا برمجية، ليلًا يكتب سطورًا أدبية. وبين هذا وذاك لا ينسى أن يشعر بالرضا بما قسمه الله له، فما رزقت وما لم أُرزق كلاهما خير. دعني استغل تلك النقطة لأُخبرك أنني أحب الأوراق الصغيرة، سواء أكانت بيضاء أو ملونة، أحب ما أكتب عليها بشكلٍ عشوائي، وأُحب أن أهدي من أُحب باقة من الأوراق الصغيرة التي تحمل رسائل سرية جدًا. 

#رنا_هشام 
#حديث_طويل_مع_العام_الحادي_والعشرين 


السبت، 19 فبراير 2022

حديث طويل مع العام الحادي والعشرين.. الفقرة الأولى.

حديث طويل مع العام الحادي والعشرين. 

                                         (١) 
كنتُ كل عامٍ أكتب نصًا منمقًا، أنعي فيه هموم العام السابق، وأتمنى ألا تتكرر مآسيه مرةً أُخرى، ولكن هذا العامِ لم أفعل، حتى هذه الكلمات ارتجالية جدًا، لا أعرف ماذا سأكتب أو كيف سأنهي حديثي، قد قلت لنفسي أن خيرَ الكلامِ ما قل ودل، ولكن تراجعت؛ لأن الكتابة هي الشيء الوحيد الذي أفعله بحبٍ، بلا قيود أو مواعيد، أكتب قصةً أو أصف شعورًا مررت به، لا يهم، كل ما يهُمني أنني أكتب، رُبما لا أُجيد التلاعب بالكلماتٍ كما كان يفعل عمنا نجيب وأصدقائه الأدباء،  ولكنني أحاول أن أصف ما أشعره به، وتشعر أنت -أيضًا- به ولكنك لا تعرف كيف تصيغه. مرّ عامٌ كاملٌ، مرّت معه ذكريات عدة، وتراكم التراب على ذكريات أخرى؛ ليُخبرنا أنه حان الوقتِ لكي نمحي ما مضى، ونترك فراغًا نظيفًا لذكريات أكثر رحمة وأقل قسوة، لن أقول أنه كان عامًا سيئًا وأبدأ في سردِ ما يؤلم، لكنني سأختصر القول وأخبركم أنه كان عامًا جميلًا، خرجت منه بقلب وعقلٍ غير اللذان كانا معي، رُبما أنا الآن عاجزة عن تحديد ماهية التغيُر الحقيقية التي حدثت لي، لأنه يعد من العبثية المُفرطة أن أكتب في نقاطٍ محددة كيف أصبحت أتقبل الخسارة، تؤلمني جدًا ولكنني أعلم أن الله -وإن قدر ما يؤلم- فإنه سيجعل العوضَ أجمل وببراعة، قد عشت هذه اللحظات كثيرًا، وجربت أن يُسلَب مني شيئًا أحبه، وأعتقد أن الحياة قد أوشكت على النهاية، ولكن الله يُرسل شعاع نورٍ يربط على قلبي لأُكمِل الطريق الذي بدأته. حتمًا سيأتي على خاطرك سؤالٌ عن الطريق الذي ذكرته، والله لا أعلم شيئًا عنه أنا الأُخرى، ولكنني أتخبط، أبحث وراء الأشياءِ، أرعى شغفي حتى أرى ثماره أمامي، لا أملك خطة واضحة ولكنني أشعر أن في يومٍ ما سأتبع خطةً متناهية الوضوحِ تقودني إلى أهدافٍ لطالما حلمت بها. 

#رنا_هشام 
#حديث_طويل_مع_العام_الحادي_والعشرين 

إلى اللقاء في الفقرات القادمة. 😅

الأحد، 13 فبراير 2022

مراجعة رواية الميرانتي.

الرواية القصيرة، الميرانتي، الصادرة عن دار كيان للأديب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق. 

الخبر السار أنك تقرأ أعمال لم تعد حبيسة الأدراج، ولكن الخبر الحزين أنها كانت مشروع سلسلة روايات ولكن لم تكتمل. 

تحكي الرواية عن مازن الصحفي، والباحث في علوم الفيزياء والطاقة، ورحلته عندما سُأل عن ما هو الميرانتي؟ من هو؟ ومتى كان يعيش؟ فيقرر مازن أن يركب آلة الزمن ويشد الرحال ويذهب ليتتبع الميرانتي في رحلاته حول العالم، من الهندِ إلى مكة.

نعيش نحن معه في رحلاته الجميلة، واصفًا حركات البحار والأمواج، نقلًا لتقاليد الهند والبلاد المُحيطة. 

لغة الرواية سهلة تناسب جميع الأعمار حيث أنها مصنفة ك رواية من أدب الأطفال.  

أشعر أنها راقت لي، وأستطيع أن أُرشحها لأصدقاء آخرين. 

يُقال أنها مشابه لقصة تُسمى بحاران في سلسلة فانتازيا، ولكني بكل صدقٍ لم أقرأها حتى أحكم. 

قد دعم الناشر الرواية بصور في بعض الصفحات، مما قد يجعلها أكثر جذبًا للأطفال. 


نلقاكم في مراجعات قادمة بإذن الله. 🤍

#رنا_هشام 





مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...