موعدنا الآن مع مراجعة كتاب "عن العشق والسفر" الصادر عن دار كتوبيا للكاتبة نُهى عودة في ٢٦٠ صفحة.
الغلاف أكثر من رائع، وأظنه لعب دورًا هامًا في حملة الترويج عن الكتاب.
يعد هذا الكتاب تركيبة فريدة، صعبة التصنيف في قالبٍ محدد، ربما تصنيفه ككتابٍ تاريخي ينقصه حقه، وأيضًا تصنيفه ككتابٍ من أدب الرحلات سيظلمه، بل هو مزيج من هذا وذاك، تعمدت الكاتبة أن تُريك الجغرافيا ثم تذهب بك إلى التاريخ، وهذا قد تم ببراعة وخفة، رغم أنني لا أحب قراءة التاريخ، لكنني لم أجد صعوبة في فهم أو تحليل المعلومات. الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقول أنني لم أحبه هو زيادة المعلومات التاريخية التي لا تناسب ذاكرتي الضعيفة جدًا رغم أنني قد قرأتها وفهمتها، وهذا ليس عيبًا في الكتابِ بل لأنني لا أُحب التاريخ ولا أقرأ فيه إلا نادرًا.
كنتُ أظن أنني سوف أقرأ تفاصيل تجَمُع الأسرة بتفصيل وتركيز أكثر مما رأيته، لكن هذا مقبول جدًا لمراعاة خصوصية الكاتبة وحياتها الشخصية.
راقت لي فكرة أن تعرض الكاتبة رسائل زوجها ثم تُعلِق عليها وتبدأ في سرد تفاصيل رحلاتها. ذهبت بنا من الجغرافيا إلى تاريخ الحروب والثورات، لم تنس أيضًا الصراعات الدينية، ولا الفنون الشعبية والرقصات، وأيضًا قد ذكرت الملابس والصناعات اليدوية والحرفية.
راق لي -أيضًا- سرد كل تلك التفاصيل، وفي الحقيقة كنت أُفكر كيف استطاعت أن تذكر أدق التفاصيل مثل شكل المقاعد في المطعم أو أين توضع أصص الأعشاب الزرعية دون أن أشعر بالملل من القراءة، فهذه نقطة مهمة يجب أن يتفرد الكتاب لأجلها.
اللغة جاءت سهلة ورشيقة جدًا مع احتفاظها بالعربية الفصحى، مما زاد الكتاب خفة وسهولة في وصوله للقاريء.
مما رأيته جميلًا أيضًا أن الكاتبة عرضت لنا العشق والسفر من النضارة البيضاء فقط، لم تتطرق لصعوبات الرحلة أو الحياة بشكل عام.
في انتظار المزيد من الأعمال الجميلة الرشيقة للكاتبة والباحثة الدقيقة نهي عودة. 🥰🤍
#رنا_هشام