الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022

٢٠ سبتمبر

أمس كنتُ أتوسل إلى اليومِ كي يمرَ بسلامٍ، كان كل شيء في وقتٍ غير وقته، لم يأت النومُ في وقته، وظللت وقتًا طويلًا في صمت تام، وفي ظلام دامس، لم أنم ولكنني لم أكن في حالة تسمح بفعل شيء، وقت ضائع فحَسب. أضطررت لكي استيقظ مبكرًا، وظللت أضغط على عقلي وجسدي لكي نقاوم، لكن في منتصف اليومِ خارت قوانا وخلدنا إلى النومِ. 
ربما ستحدث نفس الأشياء اليوم أيضًا، فقد اعتدت أنني أقضي وقتًا من الليل أُحلِل كل شيء، وأظل أتسائل هل أسير في طريق صحيح؟ أم أنني مازلت تائهة. هل يحبني أصدقائي كما أحبهم؟ أم أنني سأظل دومًا الطرف الأكثر تمسُكًا.. ولِماذا لا يعاملني الناس كما أعاملهم؟ نتقدم إليهم بلطفِ العالم كله ولا نحصد أمامه سوى الخراب.. ومئات الاسئلة التي أطرحها كل ليلة، حتى يهرب النوم إلى إنسانٍ آخر، لا يبالي بشيء مطلقًا؛ ليتركني أنا مع تساؤلاتي التي لا تنتهي.. ربما سأنتهي أنا قبل أن تنتهي هي.

ولكنّي أشكر الله على كل يومٍ جديد يمنحه لي، حتى وإن كان بعضه يمر في الأرق والتعب. 

٢٠/٩/٢٠٢٢
٢١/٩/٢٠٢٢

#رنا_هشام

الأحد، 11 سبتمبر 2022

١٢ سبتمبر

شعرتُ أنني بحاجة إلى العُزلة قليلًا، تفريغ العقلِ من كل شيء قد يؤرقه، حتى يستطيع أن يبدأ من جديدٍ، ويعود كما كان من قبل، عزمت على أن أختفي، وأُغلِق كل ما قد يربطني بالعالم. تسائلت هل بإمكاني أن أترك هاتفي وأخذ واحدًا آخر؛ لا يملك ذاكرةً ولا إنترنت، لا يملك شيئًا سوى الاتصال، وبما أنني شخص لا يجيد المحادثات التليفونية فأنا لن أحتاجه مطلقًا. 
لم أفعل هذا في حقيقة الأمر، لكنني حاولت على مدار ثلاثة أيام أن أحد من تفاعلاتي مع العالم، وأعيش على وضع توفير الطاقة. هذا لا يمنع أنني أجيب بشكل سريع على الرسائل، ليس لأنني أحب هذا؛ بل لأنني اعتدته. 
اليومَ أيضًا أحضرت لنفسي هدية مميزة، كتابًا.. يتحدث عن بعض الأمور النفسية، كلومِ النفس وجلد الذات، وعدم تقدير النفس.. وكثيرًا من الأمور التي أشعر بها كل يومٍ، ربما يستطيع هذا الكتاب أن يساعدني في محاولاتي للتصالح مع الحياة ونفسي أولًا وآخرًا.. قرأت فيه تساؤلًا مثيرًا حقًا، يقول الكاتب: (ما الذي يجعلنا نقف مسلوبي الإرادة أمام عادة جلد الذات دون أن نمتلك القدرة على إيقاف هذا النزيف الداخلي الدائم؟ ) 
استوقفني هذا السؤال لأنه مطروح في عقلي، لماذا نقف مستسلمين أمام اللوم كل ليلة؟ وأنا حقًا شغوفة لكي أجدَ إجابة ترضيني.. سواء أكانت في ذلك الكتاب أو في رحلة الحياة الواسعة.. 
والآن وفي النهاية.. أنا هنا، وأكتب.. لم انعزل ولم أختفي. وأواسي الجميع، وأخبرهم أننا سنمضي وسنكون ما نريد، ولكنني أقف عاجزة عن مواساة نفسي! 

#رنا_هشام

الخميس، 8 سبتمبر 2022

٨ سبتمبر

أليس جُرْمًا أن يقول الإنسان شيئًا ثم يعود ويتراجع، أليس كذلك؟ 

لأنني هكذا اليومَ وكل يومٍ، أُبرم اتفاقيات مع نفسي ولا أوفي بها، أقول أنني سوف أكتب كل يومٍ، سأشارك ما أشعر به وأعيشه، ولكن سرعان ما أتراجع، لأنني لا أجد ما أقول، لا أعرف كيف أصيغ ما أشعر به، كتلة من مشاعر الندمِ واليأس على كل شيءٍ مضى، تمامًا كالطفل التائه، في منتصف الطريق، لا يملك خارطة تقوده للنور، ولا يعرف كيف يعود لبداية الطريق. ولأول مرة لا يستطيع أن يفعل كما يقول والداه، لأنه في هذه اللحظة لم يَعُد طفلًا؛ وصارت حياته وقراراته أصعب مما كانت. حتى وإن أتخذ قرارًا ولم يكن صائب الاختيار، فلن يتحمل كلمات اللومِ والتوبيخ من نفسه أو ممن هم حوله. فلأول مرة تقف وتتسائل هل يمكنني أن أختفي؟ أتلاشى كما يتلاشى رماد الأشياء؟ أو أتحول لشجرة ينساها الناسُ حنى تذبل وتموت؟ أم سنظل فترة طويلة هكذا، نتقمص دور غصن الشجرة الضعيف، الذي تذروه الرياح رُغمًا عنه. ولا يملك من أمره شيئًا مطلقًا. أَعِدُ نفسي كل مساء أننا في اليوم التالي سوف نفكر بإيجابية، وسنحاول أن نرى شيئًا جميلًا بداخل كل شيء، وأننا لن نندم ثانيةً، ولن نضع نفسنا في دائرة اللومِ والتوبيخ. لكنني في الصباح أضحك بسخرية على وعودي تلك، وأقول لنفسي هلا نظرتِ إلى الواقع؟ 

حينها أتراجع عما وعدت به نفسي، وأدعو أن يمر يومي في سلام فحسب، لا أريد أن أكتب، لا أريد أن أقرأ، لا أريد أن أرى أحدًا أو أحدِث أحدًا، لا أريد شيئًا سوى أن ترحمني نفسي قليلًا. 

#رنا_هشام

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

فلترقدي في سلام.

عزيزتي رفيقة الست أشهر الماضيين، أعلم أن ما رأيناه في الفترة السابقة ليس سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا لكي تقرري من تلقاء نفسك عدم إكمال الرحلة معي في صباح اليومِ. 

لكنني لستُ حزينة، فقد عشنا معًا لحظاتٍ كثيرة لا تُنسى، ساعدتيني أن أرى فيها أشياءً جميلةً بوضوحٍ تام. كما تحملتي بكاءً كثيرًا بلا كلل ولا ملل. 

لا بأس، فلترتاحي وترقدي في سلام. وسأذهب أنا وقلبي -يملأه الولاء والحنين- لأشتري رفيقة جديدة، حتى أستطيع أن أرى الأيام الآتية وأُحدد إذا كانت سهلة لتُعاش أم مستحيلة. ولكنني على كل حالٍ لن أستطيع أن أقرر أن أُنهي الرحلة ولا أُكمِلها كما فعلتي أنتِ. لأنني البطل الرئيسي للحكاية.. ياليتني أملك رفاهية الانسحاب مثلكِ. 😁

وفي رواية أُخرى من منظور آخر( الناس اللي عنيها في حياتنا) 😂😂

#رنا_هشام

السبت، 3 سبتمبر 2022

عزيزتي الحياة ١

دائمًا تخطف قلبي الخطابات التي تبدأ ب "عزيزي يا" لطالما شعرتُ باللطف أن تصلك رسالة من شخص ما، قد اقتص جزئًا من وقته لكي يكتب لك أنت فقط. وأرى أن الحظ السعيد يكمن في العثور على شخصٍ تكتب له بلا قيود، وتفتح له قلبك كما هو، بكل ما يحمل من مشاعر، خوف وربما اضطراب. دون أن يضعك في خانة ضيقة، ولا يتقبل ما تشعر به. ورغم ذلك كله فتجده يقرأ ما تكتبه بسعادة وبهجة، مقدرًا قيمة أن يكتب المرء لمن أحَبَ، وإنها لخطوة كبيرة أن يضع المرء ثقته في إنسانٍ ويعبر له عنها في سطورٍ وكلمات. 
ولكننّي أكتب الكثير من النصوصٍ غير الموجهة، وفي كل مرةٍ أتمنى لو أن هناك وجهة تصل إليها نصوصي وكلماتي. أو لو أن هناك شخصٌ أُجلِسُه ليقرأ كل ما أكتب، بلا خوفٍ من أن أكون ثقيلة جدًا كما أشعر مع باقي البشر. 
والخوف -كل الخوفِ- ألا أجدُ وجهة أُرسل لها نصوصي، وأظل أنا وهي عالقين هكذا، أو أن أجد وجهة بعدما تفنى النصوص وتنتهي قدرتي على كتابتها. أو أن يحالفني الحظ السعيد -مرةً واحدةً- وأجد وجهتي وأجِدُك هناك وأراكَ. ولكن سرعان ما تسلبكَ الحياةُ مني وترحل معكَ مشاعري ويرحل قلبي أيضًا؛ لأعود كما أنا -الآن- وحيدة بلا وِجهة. فأتمنى لو أن تركتني الحياة منذ البداية كما أنا، حتى لا أعتاد الرفقة وأصبح لأجد نفسي كما كانت.. وحيدة بلا وجهة. 
فمن الآن حتى يجدَ كلانا الوجهة، سأكتب خطابات تبدأ بعزيزتي الحياة، وأسرد فيها كلامي حبيس السطور.
عزيزي الحياة، هل من الممكن أن أجدُ صديقًا ورفيقًا أشاركه الرحلة القاسية، أتقاسم معه ما أملك من كلماتٍ، أشاركه نصوصًا واقتباسات، ولا يمل مني أبدًا؟ هل هذه أمنية مشروعة، أم أنها وهمٌ جميل؟ 🥹

#رنا_هشام

مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...