الثلاثاء، 26 مايو 2020

أحبك ‏..

لا تهمني كلمة <<أحبك>> ..

فعندما تُحِبُني، دعني أرى ذلك فيك كُلك، دعني أرى تجلي الشعورُ في أعماقِك ليفوح عطره على أفعالِك، دعني أشُعر أنني شخص مرغوب فيه رغم مساوئه، دعني أرى شغفَك المولِع بي دائماً، دعني أرى مكاني لديكَ.. مكاني الفسيح، دعني أرى الحُب في ما تفعل.. 

فما حاجتي بكلمةٍ بلهاء لا أرى مدلولها؟ 

<<كيف حالِك>> من القلبِ تُغنيني عن الدنيا وما فيها! 

#رنا_هشام

الاثنين، 25 مايو 2020

🕊❤

وستظل القدرة علي الانغماسِ بين السطور الواقعة في أوراقِ الكتب هي ما ملكنا من الدنيا بأكملها، فلا نحنُ نمِل منها ولا سيأتي يوماً ونراها مدبرة متخلية عنّا.. 

وأيضاً قدرتك علي صياغة ما تشعر به في سطورٍ منمقة مهذبة؛ تجعلك تلجأ للورق عندما تملُ من البشر، هي بمثابة الدُنيا وما فيها وتغنيك عن ملل العالم أجمع.. 
فلم نسمع يوماً عن أوراق تملُ من كاتبها! 

الحمد لله علي نعمه الكثيرة، اللهم ارزقنا المداد الوفير وأعِنا على مواصلة المسير. 

#رنا_هشام ❤🕊

السبت، 23 مايو 2020

بعض مما علمني مرور النُهُر والليالي السرمدية

بعض مما علمني مرور النُهُر والليالي السرمدية..

أن الحياةُ تمضي ونحنُ في مكانٍ غير الذي طالمنا حلمنا به ورغم ذلك سنظل نحاول لأن المحاولات قد نشأت في عروقنا منذُ الصغر، فلن نستسلم كما قلنا في حالات غضبٍ.. ولن نتبع اللامبالاة سبيلاً كما أقسمنا أمام أنفسنا.

أن الحياةُ تمضي ونحنُ نتقدم بخطواتٍ شديدة البطئ قبل أن نركض نحو القمة.

أن الحياةُ تمضي -على مضض- ونحنُ نبتعد خطوات -غير يسيرة- عن من نحبُ، نمضي مخلفين ورائنا ذكريات وحكايات عِدة ونرحل مضطرين مجبورين علي ذلك.

أن الحياةُ تمضي ونحن متأكدون كم كنا أشخاصاً مؤقتين وقد تم التخلي عنهم..

أن الحياةُ تمضي ونحن نتألم مع طلوع كل نهارِ علي أفعالنا القديمة، ونستمرُ في الألم وكأنه يُجدي نفعاً.

أن الحياةُ تمضي ونحن نعلم أنه لا يوجد طريقُ سيطوى وسنلتقي بمن نحبُ في نهايته، وأنه لا سبيل للقاء آخر أبداً..

أن الحياةُ تمضي وقلوبنا مازالت تقف حداداً علي ما خسرته في رحلتها الماضية..

أن الحياةُ تمضي سريعاً، ونكبر سريعاً سريعاً، وربما نظل نبحث عما نريده في الحياة ولا نلقاه، و سنمضي حاملين حقائب الرضا بالقضاء المجهولِ..

أن الحياةُ تمضي خاصة بعد اللحظات التي ظنناها لن تمضي.

فاعلم يا رفيقي، أن الحياةُ و إن كانت تمضي على أي حالٍ فهي تمضي فقط بسبب ما يفرغه اللّه علينا من الصبرِ، فكيف كنا سنحيا بدونه؟ 

الحمد لله دائماً وأبداً.. 😊

#رنا_هشام

الخميس، 21 مايو 2020

لا ‏تخشى ‏..

أيا رفيقي، تذكر دائماً أن ما نخشاه كثيراً، نختبئ في كل الثغرات كي لا نتعثر فيه، يخوننا أشد الخيانة ويحدُث بقسوة وكأنه يخبِرُك ألا تخاف أبداً.. وألا تُعطي شيئاً أبلهًا قيمة..
يا رفيقي، لا تخشى شيئاً بَعدُ.

#رنا_هشام

الأربعاء، 20 مايو 2020

اشتقنا فهلكنا

لا أجدُ ما أقول.. 

كلما هممتُ إلى بدأ مُحادثةٍ ما، لا أجد ما أكتب.. وكأن الكلماتَ تهرب وتفر، لأول مرة تأبى أن تخضع لأمري في محادثتك.. 

ربما ما وصلَ إليه الحالُ لا يصفه حروف وكلمات.. 
يا عزيزي، هذه هي ضريبة نظرة النهاية، هذه هي بداية ذهاب كل الذي لن يرجعَ.. يا عزيزي ليتنا بقينا عالقين أنا وأنتَ بقلوبنا النقية عند جمالِ 
 البدايات.. عندما كُنا.. سوياً! 
 
ما ضرّ العالم لو تبادلنا الحديثَ مثلما كنا نفعل.. عندما كُنا سوياً!  

نقفُ حداداً علي محادثات كانت لا تنقطع، أين هي؟  وأين أصحابها؟ 

اشتقنا إلى زمنٍ لن يرجع.

اشتقنا ونعلم أن الاشتياق لن يغير من واقعنا شيء.. 

اشتقنا فهلكنا. 

يا رفيقي، منذُ أن حدث ما حدث؛ يتحشرج في جوفي كلماتٌ لا أستطيع أن أصيغها في صورة كلماتٍ واضحة يفهمها أحد.. 

يا رفيقي، منذُ ذلك اليوم وأنا لا أجدُ شخصاً لأحاوِره مثلما كنتُ أفعل من قبل معكَ، أصبح الفراغ صديقي الوحيد.. 

فلا أحد يفهمني.. ولا أنا أصبحت أحب الحديث.. 
أفتقد قولك أنك هُنا، ولو أعدت قولها مجدداً؛ لن أصدقك تارة أُخري.. 
سأتذكر يداي التي كتبت بها تلك الأحرف لأقول أني وحيدةً جداً.. ستحميني ذاكرتي من الوقوع مرةً أخرى؛ لأنك سترحل مرةً أُخرى.. 

يا رفيقي، اشتقنا فهلكنا

#رنا_هشام

السبت، 16 مايو 2020

:) ألا ‏لهذا ‏الليل ‏من ‏أخر؟ ‏ ‏

وكأنك يا رفيقي مكمن المشكلاتِ كُلها، وكأن لا شيء مما تفعله يكون صحيحاً، وكأن كل أفعالِك يُساء فهمها.. وكأن جميع ما يؤرق العالم أجمع سيختفي باختفائك من الحياة لأنك المعضلة الكامنة بداخل كل الحكايات.. 
وكأن الحياة ماهي إلا مواقف تسبب الضغوطات النفسية المستمرة وتقذف علينا اتهامات تنهالُ علينا كالسيلِ ما أنزل الله بها من سلطان.. 

ألا لهذا الليل من أخر؟
ألا للمعضلة الكامنة بداخل كل الحكايات أن تنحل؟  

#رنا_هشام

الثلاثاء، 12 مايو 2020

تعلمُ ‏يا ‏رفيقي ‏..

تعلمُ يا رفيقي.. 

عجيبٌ أمر قلوبنا، تعيشُ عمرًا كقلبِ أم شهيد الحروبِ.. تتألمُ وتتألمُ وتتألمُ عندما تُعاد الذكرى، لا مفر عندها من الآلام أبداً وكأن شمس التعافي لا تشرقُ بداخلها أبداً.. وكأن الليل بداخلها سرمدي، حتى تأتي كلماتٌ صغيرة تُحييها مجدداً، لتبعث فيها آمالاً مما قد نسِيَتُها تلك القلوبُ، وتُعطى فرصةً لكل ضياء التعافي أن تتوغل فيها؛ لتطمس آثار كل شيء، لنبدأ مجدداً ونحاول مجدداً مع أشخاص يستحقون المحاولة.. يستحقون المعافرة. 

مرت شهورٌ عدة.. ولم تأتِ أية الرسائل بَعد. 

#رنا_هشام 🌧

الأحد، 10 مايو 2020

استجاب

أرى الفتية يكتبون "استجاب" على صفحاتهم الشخصية يوماً بعد يوم، فأشعر أنني بحاجة إلى أن ألفظ قائلة أنه استجاب.. تماماً مثلهم، ولكنّي حَرِجُ من أمري.. لم يحدث لي شيئاً كما أردته، كانت دائماً أقداري ليست كما أردتها.. كانت كالمفاجآت دائماً.. كل مرة أقف أمامه في ذهول من أمري.. ما هذا؟ ليس هذا ما أردته.. ليس هذا ما صليت لأجله.. ليس هذا ما عافرت أنا وقلبي لأصل له.. لا أريد ذلك يا إلهي، أريد أن أتيقن انك تستجيب لي مثلهم..

ولكنّي..

كنت مُخطئة، فهو دائماً يستجيبُ.. بالمنعِ من السقوط في هاوية الأقدار الفاجئة التي ندعي بها دون وعي.. بالمنعِ من شر الأقدار دنيا وآخرة،  أو بالتأجيل لحين مناسب، عندما تتهيأ الفرص المناسبة لنا ولأقدارنا لكي نلتقي..
وربما بالعطاء المذهل، كما أراد هو.. وليس كما نريد نحن.. كما أراد هو في الطريقة والكمية والوقت.. فليس لنا من للأمرِ شيئاً مطلقاً.

والآنَ..

جميعاً يا عزيزي نستطيع أن نقف بشجاعة أمام العالم أجمع لنقول أنه استجاب.. ودائماً هو يستجيب، دائماً هو سيستجيب.. ونسبة إلى ما مررنا به فيما مضى فما كان إلا نتاج استجابه لدعواتنا أيضاً..

ما كان يوماً حسن الظن بالله خطئاً.. فرب الخير لا يأتي إلا بكل الخير.

#رنا_هشام 

السبت، 9 مايو 2020

وإن أسفنا يوماً.. ‏

ضاقت بيّ الطرقُ.. 
اشتد بيّ الزمنُ.. 
تقطعت كل الحبالُ.. 
وفنيت كل الحيل. 

أسير وحدي في الطريقِ وألتفت من وقت لأخر، لأجد أنكَ لست هنا، لأجدكَ هادئ البالِ هانئاً تاركاً عقلي يضج بالأفكارِ الموحشة؛ يتألم علي إثرِ أفعالِك.. يبكي علي زمنٍ فات ولم يعد ينفعنا، يبكي علي حبٍ خسره ولم يعد ينفعه.. يتألم من فرطِ النضجِ الذي سببته ندباتك في القلبِ ورغم ذلك لا ينفد اشتياقه إليكَ.. 
تسري في الجسد البرودة اللاسعة، ولا أجدكَ لتهدأ رعشتي ولوعتي.. 
اشتقتُ إلى محادثة بلا انقطاعِ، اشتقت إلى ضحكات واحدة تِلو الأخرى يتسابقن ليخرجن من صميم قلبي إليكَ.. 
أسير وحدي في الطريقِ وألتفت فلا أجدك؛ فأعلم كم أصبحنا طريقين متباعدين، بينا أميال وأميال.. 

لا أجدك الآنَ ولا أُريدُ أن أجدك، لقد انتهى كل شيء وإن أسفنا يوماً؛ فنحن آسفين علي ما بذلناه من جهد لا يرجعُ.

#رنا_هشام ✨🕊

الجمعة، 8 مايو 2020

يا ليتني مِتُّ قبل هذا! ‏

``قصة قصيرة``

يا ليتني مِتُّ قبل هذا! 

كعادة معدتي البلهاء؛ يعتصرني الجوع الشديد، يكاد يُغشى علّي، أشعر أنني علي وشك السقوط.. 
فمنذ أن رست السفينة علي شاطيء تلك الجزيرة وأنا لم أذق طعاماً قط، فالناس هُنا غريبو الأطوار لأقصى درجة، يهرولون وكأنه يوم القيامة، الجمي يجري ويلهث علي قوت يومه ولا يعبأ بمن هم حوله، فما يهمه هو نفسه وربما من يعولهم فقط؛ لذلك لم أجد لنفسي متسعاً أن اسأل أحدهم طعاماً أو شراباً يُعينُني لمسيرة أطول!
شعرتُ بدوار شديد فأتخذت من الجبلِ مجلساً لأستعيد اتزاني ولكّني اكتشفت أن معدتي ليست وحدها البلهاء بل رأسي أيضاً! 
أخذت تلك البلهاء الأُخري تبعث أفكار شيطانية، تندمني علي قدومي لرحلة الاستكشاف تلك، ما كان يجب أن يدفعنا شغفنا المجنون إلي المخاطرة بأنفسنا في مكانٍ كذلك لمجرد حب الاستكشاف.. كان يجب أن أُحكِم عقلي قليلاً! 
بعد مرور ساعات قليلة رُدَ إلّي وعيي بعدما أخذتني رحلة نعاس لا بأس بها، وقفتُ وقررتُ المسيرَ حتي أن يتضح لي طريقاً أسير فيه إلي المدينة نفسها لأبتاع طعاماً يسد فوهة معدتي التي لا تهدأ، وبالفعل نزلت من الجبلِ وسرتُ في طريق مهتديًا ببعض المارة.. 
حتي قابلتُ امرأة عجوز تمتلك ملامح عجيبة الشكلِ، لديها شعر أبيض مجعد، ترتدي طاقية بالية، مظهرها يبدو غريباً بعض الشيء، كانت جالسة علي باب منزلها ترتعش من برودة الجو الماطر، فوقفت عندها وتحدثتُ قائلاً : 

يا سيدتي، إني غريب، لستُ من هنا، هل يمكنكِ أن تُرشديني إلي مكان أشتري منه طعاماً؟ 

رفعت السيدة وجهها لأعلى وظهر عليها علامات الامتعاض الشديد وفي داخلها تُحدِثُ نفسها..

 ماهذا المجنون؟ لما أتي إلّي خصيصاً ليسألني؟  
 
شعرت أنها تأخرت في الردِ علّي فأردفت قائلةً : 
مرحباً بك يا ولدي، هُناك مطعم قريب، أسعاره زهيدة وطعامه لا بأس به.. يُسمى "ملتقى الأحبة"..

فاطمئننتُ في نفسي أن ما في جيبي من مالٍ سيكفي رحلتي هنا، ابتسمت بشدة وقلت: 

أخبريني به يا سيدتي، عاجلاً عاجلاً، سأموت جوعاً... 

ردت قائلةً : لا تتعجل يا ولدي، فقدرُك ستلقاه حتماً، لن يُعيقه عنكَ أحدٌ، فلِمَ العجلة؟ 

قلت لها : يا سيدتي، لم أذق طعاماً قط، وبدأت قوة قدماي تخور.. 

فردت قائلةً : إذًا، امش في هذا الطريق المستقيم، سيقابلك تقاطع، امش يميناً واستمر قليلاً وستصل إلى الملتقى، ولا، تتعجل قدركَ يا ولدي.. 

فقلتُ: حسناً يا سيدتي، جزاك الله الخير الوفير. 

وذهبت حيثما وصفت لي السيدة العجوز، ولكني توجست في نفسي خيفة من ذلك الطريق، كان مظلماً، بارداً جداً وكأن البرودة تزداد كلما مشيتُ في أعماقه والضباب يُغطي السماء كلها رغم المطر المستمر، يالها من ظاهرة عجيبة!
رأيتُ المطعم وكأن رؤيته ازالت كل ما في خاطري من خيفة ودخلتُ وجلست علي أقرب منضدة من الباب، فلم تكن قدماي تساعدني علي السير خطوات أخرى.. 
انتظرتُ أن يأتيني أحدهم ليسألني ماذا سأطلب، وياليتني ما انتظرت، كان ما رأيته كالصاعقة على عقلي، أهذا حقاً أم أنني أهذي من الجوع؟ 
كان النادل مرتدياً الزي الرسمي للوظيفة وممسكًا بقائمة الطعام، ولكن الغريب كان في هيئته، فمنذ متي نرى نادلاً لديه قرون كالحيوانات؟ منذُ متي ونحن نرى نادلًا بشرته رمادية اللون؟ منذُ متى ونحن نسمعهم يتحدثون بالتصوير البطئ؟ منذُ متى ونحن نرى مطعماً يُديره كائنات غير بشرية؟
صُعقت حتي شعرتُ أن قدماي قد شُلَّت، تخبطت الأفكار في مخي وفقدتُ قدرتي علي الكلامِ، كان النازل يثرثر ويسألني ماذا سأطلب، ولكنني كنتُ في عالم أخر! ما عجبته أيضاً أنه كان مستنكرًا مما بدى علي وجهي من علامات الدهشة.. وكأن الأمر عادياً.. لماذا تتعاون جميعُ الظواهر أن تخرجني مختلاً؟ هل أنا مجنون حقاً؟ هل ما رأيته حقيقة أم خيال؟  
عندما شعرت بقدرتي علي السير مجدداً لملمتُ شتات نفسي وفررت مهرولاً خارج المطعم ذلك، ماشياً في نفس الطريق الذي جئتُ منه، قاصداً السيدة العجوز، حتي وصلتَ إلي منزلها ووجدت بالباب مغلقاً مقيداً بالأصفاد ولا أحد يجلس أمام الباب.
صعقتُ للمرة الثانية، ماذا يحدث؟ أين ذهبَت؟ لماذا وجهتني إلي ذلك المطعم تحديداً؟ وما حقيقة كلامها العجيب بشأن ألا استعجل اقداري؟
جلستُ أمام منزلها أحدث نفسي ولا أجد إجابة، فكم من الأسئلة لا نجد لها جواباً! يا لحسرتنا علي حياتنا الضائعة في إيجاد الحلول الضائعة! ظللتُ أهزي هكذا حتي جاء إلّي رجلُ وسألني :

ماذا بك يا ولدي، ولماذا أنت جالسُ هنا؟ 

فقصصت عليه قصتي وما حدثَ لي، وكنتُ أحكي ودموع عيني تلاحقني، كنت خائفاً مضطرباً أسفاً على رحلتي التي دمرتها السيدة العجوز! 

رد علّي الرجل وعلامات الحسرة تملأ وجهه قائلاً :

 يا بني، استعذ بالله من الشيطان الرجيم، السيدة العجوز التي كانت تسكن هُنا قد توفاها الله منذ سنوات عدة، عندما احترق منزلها ولم يلحقها أحد.. وأما المطعم، فكانت صاعقته أكبر، هذا المطعم كان مغلقاً للتجديدات بعدما أصابه اثار حريق نشبت منذ عامين واقتلعت ارواح العاملين جميعاً.. 
يا ولدي، كل من رأيتهم أموات.. الحريقُ يا ولدي اخذهم جميعاً منذ سنوات..

سمعتُ كلماته ووقعت علي نفسي كالصاعقة، لم أدري هل ألوم الحريقَ أم ألوم نفسي علي أوهامي.. 
يا ليتني لم أسلك ذلك الطريق، يا ليتني مِتُ قبل هذا.. 

تمت. 

#رنا_هشام

السبت، 2 مايو 2020

شعاع شمس ‏الأمل ‏..

كلما تقدّمت بيّ الأيام كلما أصبحتُ قاسياً علي نفسي أكثر مما مضى، ربما لعلمي الشديد أن القاع لا يضم سوى السُذّج صاحبي الهمم المتواكلة، ربما لكوني أحب الأشياء كاملةً، ربما لأني متعب من أن تُصبح تخيلات الفشل واقع أعيشه يوماً، ربما تُطاردني ذكرياتُ قديمة تُلِحُ علّي ألا تُعاد مرةً أُخري، ربما من تطاردني هي أحلامي التي أُهروِل خلفها بكل ما أملُك من طاقةٍ، ربما ما يُطاردني هو شظايا شغفي التي أتخلي عنها كل يومٍ في سبيل مثقال راحة نفسية وربما أكون أنا.. أنا قاسي بالفعل علي نفسي! 
أيا شعاع شمس الأملِ، ما رأيك في تلك المعضلة؟ 

#رنا_هشام ✨🌙

الجمعة، 1 مايو 2020

تُنسى.. كأنك لم تكُن! ‏



كم فرطنا في قلوبنا! كم زرفنا من مشاعر أصبحت فانية! كم كان الحب كبيراً! كام كان الدفئ محيطًا! كم كان كل شيء مثالياً! كم كنا سُذَّج بما يكفي لنُخدَع! كم هلعنا من فكرة الفراق حتى ذقناه! كم قضينا مواقف شعورية قاسية حتى أصبحنا خاويين! 

يجبُ أن نعترف أن الفراغ قد تمكن منا يا رفيقي، فأخذ مكانك لدّي فأصبحت أنا والفراغ رفيقين؛ لست أدري ماذا أشعر.. لدرجة تجعل الكلمات تتلعثم بداخل فمي آبية أن تخرج، والحروف -ياويلتي- منها.. مبعثرة متمردة علي كاتبتها.. تأمل برجوع النور مصحوباً بالأمل.

تدري.. تلك الآمال الفانية المهلكة! أتزورك؟ كم تثبط من عزائمنا! كم تُشعرنا أن كل ما مشيناه في طريق الرحوع فاني.. لم يؤت أدنى فوائده.. 
فها نحن الآنَ نكتب للغائبين ونذكرهم رغم اليقين أننا منسيون شر النسيان، لم يُكتَب لنا حرفًا في وجودنا المؤثر.. فكيف تجرؤ قلوبنا علي تمني من يكتب لنا الآنَ؟  نحنُ المنسيون دائماً.. 

والآنَ ما يُحير حقاً أنه مازال في النفسِ خلجات موحشة، تتردد يوماً بعد يومٍ لتزور قلوبنا الخاوية المغلفة بالأمل. نعلم جيداً أننا مازلنا نشتاق وتشهد علينا حروفنا.. تدري.. من ينسى عزيزاً حقاً لا يكتب متأثراً به ولو سهواً يا رفيقي.. 

ليتنا لم نكن منسيين.. ليتنا لم نكن منسيين. 

سنحيا حتى الموت بطموحاتنا البسيطة.. كم صعباً أن يشقى المرء بطموحه! كم صعباً أن يشعر الإنسان أنه غير جدير بما يطمح! إن طموح معذب لصاحبه.. ولكنه خير لم من أن تكون منسي وبلا طموح معًا.. 

يا رفيقي إن أردت الاهتمام فأمسك بقلمك وأصحبه في رحلة بين الأوراق لتخبره فيها كم قوياً ممسكه!  كم يسعي في خطواتٍ مشرفة ليتعافى!  كم يسعى لكي لا يكون منسياً! مثلي الآن تماماً.. 

وسيظل عزائي أن الله لا ينسي من يناجيه فلا حاجة لنا بما يفعله البشر.. 

لا تنس أن تعيش بين أوراقك لتنسى كم أنت منسي! 

تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ
تُنْسَى كمصرع طائرٍ
ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى،
كحبّ عابرٍ
وكوردةٍ في الليل .... تُنْسَى
أَنا للطريق...هناك من سَبَقَتْ خُطَاهُ خُطَايَ
مَنْ أَمْلَى رُؤاهُ على رُؤَايَ. هُنَاكَ مَنْ
نَثَرَ الكلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكايةِ
أَو يضيءَ لمن سيأتي بعدَهُ
أَثراً غنائياً...وحدسا
تُنْسَى, كأنك لم تكن
شخصاً، ولا نصّاً...وتُنْسَى
 
الأبيات ل : "محمود درويش"


مقبرة الأحلام..

 عزيزي.. أنتَ الذي لا أعرف لك اسمًا ولا أعلم لك صفةً أُناديك بها، لذّا فأنت عزيزي فحسْب. صاحب العمرِ المقبل، ورفيق الدرب الطويل. عساك بخيرٍ ...